بعد عامين من التوقف..إيجيبت أنود تعود للإنتاج وتستهدف 300 ألف طن خلال 2026
عاد مصنع الشركة المصرية لبلوكات الأنود الكربونية «إيجيبت أنود» إلى العمل مجددًا، بعد أكثر من عامين من التوقف، ليشكل خطوة مهمة في مسيرة الدولة نحو إحياء الصناعات الوطنية وتعظيم الاستفادة من الأصول الإنتاجية المتوقفة، ويأتي هذا الحدث في إطار استراتيجية وزارة قطاع الأعمال العام لإعادة تأهيل الشركات التابعة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من قدراتها، بما يدعم خطط الدولة للتنمية الصناعية وزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي.
وشهدت منطقة العين السخنة خلال الأيام القليلة الماضية إعادة تشغيل مصنع الشركة المصرية لبلوكات الأنود الكربونية، إحدى شركات القابضة للصناعات المعدنية التابعة لقطاع الاعمال العام، وذلك بعد فترة توقف تجاوزت العامين، ويعد المصنع من المشروعات الصناعية الثقيلة ذات الأهمية الاستراتيجية، حيث يتم إنتاج بلوكات الأنود الكربونية المستخدمة في صناعة الألومنيوم، ما يجعله أحد العناصر الأساسية في سلاسل القيمة لهذه الصناعة الحيوية.
وجاءت عملية إعادة التشغيل عقب تنفيذ مشروع شامل للتأهيل والتطوير شمل تحديث خطوط الإنتاج ورفع كفاءة التشغيل وتحسين معايير الأمان والجودة، وقد تم ذلك في ضوء اتفاقية تعاون استراتيجية تم توقيعها في يناير 2025 بين الشركة القابضة للصناعات المعدنية وشركة بريتش بتروليوم «BP» العالمية، بهدف نقل الخبرات الفنية والتقنية ودعم التشغيل المستدام.
وأكد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، خلال زيارته للمصنع في منتصف أكتوبر 2025، أن إعادة تشغيل المصنع تمثل نموذجًا ناجحًا لإحياء الأصول الصناعية وتعزيز دور الدولة في دعم القطاعات الإنتاجية، مشيرًا إلى أن المشروع يأتي ضمن خطة الوزارة لإعادة هيكلة الشركات التابعة وتطويرها فنيًا وإداريًا بما يواكب متطلبات السوق المحلية والعالمية.
من جانبه قال المهندس محمد السعداوي، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي للشركة القابضة للصناعات المعدنية، إن فحم البترول المُكَلَّس يستخدم بشكل أساسي في الصناعات المعدنية ، ويعد الأنود «القطب الموجب» المصنوع من الكربون مكونًا استهلاكيًا أساسيًا في عملية صهر الألومنيوم، لافتا إلى أن لكل طن من الألومنيوم المُنتج يتم استهلاك ما يقارب 0.4 إلى 0.5 طن من أنود الكربون، وهو ما يجعل استراتيجيات التوريد والإنتاج الداخلي «الانود الأخضر والمحروق» نقاطاً محورية للحفاظ على القدرة التنافسية الإقليمية.
وأكد السعداوي أن أبرز استخدامات صناعة الأنود تشمل أنودات إنتاج الألومنيوم، وأقطاب الجرافيت، وصناعة الصلب، كما أن إجمالي حجم السوق من الأنود في الشرق الأوسط وأفريقيا تصل إلى 3.34 مليون طن، منها 2 مليون طن كميات منتجة، وهناك فجوة في الإنتاج تقدر بـ 1.34 مليون طن، بينما تحقق مصر اكتفاء ذاتيا من الأنود بقيمة تقدر بنحو 0.144 مليون طن.
وأوضح السعداوي أن الشركة القابضة وشركاتها التابعة تمتلك 75% من أسهم شركة الأنود، فيما يملك القطاع الخاص النسبة المتبقية، وقد بدأ تنفيذ الأعمال الإنشائية في عام 2011، تلتها مرحلة التشغيل التجريبي الأولى عام 2015، كما أن الفترة من 2015 حتى 2023 شهدت تركيزًا على رفع معدلات التشغيل والإنتاج، حيث بلغ إجمالي إنتاج المصنع نحو 660 ألف طن خلال تلك المدة، بمتوسط إنتاج سنوي قدره 73 ألف طن، ومتوسط إنتاج يومي يصل إلى 222 طنًا.
وأشار إلى أنه في يوليو 2023، توقف المصنع بالكامل نتيجة مجموعة من الأسباب الفنية الخاصة بالتشغيل. ومنذ ذلك الحين، بدأ تنفيذ مشروع شامل لإعادة التأهيل استمر أكثر من عامين، حتى عاود المصنع نشاطه رسميًا في عام 2025.
وأوضح السعداوي أن عام 2025 شكّل نقطة تحول استراتيجية في مسار الشركة، حيث تم خلاله إعادة هيكلة المخطط العام للشركة وتوقيع اتفاقية استراتيجية جديدة مع شركة «بريتش بتروليوم» في يناير 2025، بهدف تحقيق الاستدامة التشغيلية واستكمال أعمال التأهيل بتمويل مقدم من أعمال تحميص الفحم المخططة خلال السنوات الخمس القادمة، بما يضمن استقرار الإنتاج واستدامة الطاقة التشغيلية للمصنع.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة أن الأهداف الاستراتيجية ومشروعات التطوير وفق الإطار الاستراتيجي الجديد، ترتكز على إعادة تأهيل خطوط الإنتاج بتكلفة تقديرية تبلغ 5 ملايين دولار كدفعة مقدمة من أعمال تحميص الفحم المخططة خلال السنوات الخمس القادمة وفقا للاتفاقية المبرمة مع شركة «British Petroleum»، لافتا الى أنه في ضوء ذلك إلى أنه تم الانتهاء في سبتمبر الماضي من الخط الأول بطاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف طن، ومن المخطط الانتهاء من الخط الثاني خلال الربع الأول من عام 2026 بطاقة إنتاجية مماثلة؛ ليصل إجمالي حجم الطاقة الإنتاجية إلى 300 ألف طن.