في ذكرى ميلادها.. نوال السعداوي أيقونة التمرد والدفاع عن حرية المرأة
                            تُعد نوال السعداوي واحدة من أبرز الكاتبات المصريات والعرب خلال العقود الخمسة الأخيرة، لما قدمته من أفكار جريئة ومغايرة كسرت التقاليد السائدة، ويوافق اليوم، 27 أكتوبر، ذكرى ميلادها عام 1931.

ما لا تعرفه عن نوال السعداوي
خاضت السعداوي مسيرة فكرية حافلة بالنضال من أجل حقوق المرأة، وسعت إلى كسب أرض جديدة في مواجهة المجتمع الذكوري، حتى أصبحت من الأسماء التي طُرحت أكثر من مرة ضمن قوائم المرشحين لجائزة نوبل.
كانت نوال السعداوي من الشخصيات المثيرة للجدل؛ فمواقفها الفكرية جعلت الناس ينقسمون بين مؤيد ومعارض، إذ لم تكن تقبل بالمنطقة الرمادية. اشتهرت بدعوتها لتحرير المرأة من القيود الاجتماعية والفكرية التي فرضها عليها ما كانت تصفه بـ"المجتمع الذكوري"، وجسدت في كتاباتها روح التمرد والسعي نحو الحرية.
وُلدت نوال السيد السعداوي في قرية كفر طلحة بمحافظة الدقهلية لأسرة متوسطة؛ والدها كان موظفًا في وزارة المعارف، وكان له تأثير كبير في شخصيتها، إذ علمها الاستقلالية ورفض الخضوع للأعراف التي لا تؤمن بها، بينما ورثت من والدتها الريفية الصبر وقوة التحمل. تخرّجت السعداوي في كلية الطب عام 1955، وواجهت صراعًا داخليًا بين شغفها بالأدب ومهنتها في الطب، لكنها جمعت بين المجالين لتصبح طبيبة وأديبة تثير الأسئلة وتكسر التابوهات.
تزوجت ثلاث مرات، وأنجبت ولدًا وبنتًا، وكان زواجها من الكاتب شريف حتاتة نقطة تحول مهمة في حياتها، إذ ساهم في ترجمة أعمالها إلى الإنجليزية ونشر فكرها عالميًا.
كتبت نوال السعداوي أكثر من خمسين كتابًا تنوعت بين الرواية والمسرحية والسيرة الذاتية، وناقشت في معظمها قضايا الدين والجنس والسياسة، محطمةً ما أسمته “ثالوث المحرمات”، دافعت بشراسة عن حقوق المرأة المصرية والعربية، وجعلت من قلمها سلاحًا ضد التمييز والظلم الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن التقدير الأكبر لم يأتِ من العالم العربي، فقد حظيت بتكريم واسع في الخارج، وظل اسمها حاضرًا بقوة في المشهد الأدبي والفكري النسوي حتى رحيلها في 21 مارس 2021، عن عمر ناهز 89 عامًا، تاركةً وراءها إرثًا فكريًا وإنسانيًا لا يُنسى.