لماذا غضبت إثيوبيا من بيان الاتحاد الأوروبي بشأن السد؟.. عباس شراقي يكشف
وصف الدكتور عباس شراقي، الخبير المائي وأستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، بيان الاتحاد الأوروبي الأخير بشأن حقوق مصر والسودان المائية بأنه "خطوة طيبة"، مشيرًا إلى أهمية دعم الاتحاد الأوروبي للأمن المائي المصري والسوداني.
وقال "شراقي" في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم": "إن دعم الاتحاد الأوروبي يأتي استكمالًا للمواقف الدولية والإقليمية السابقة، مثل موقف جامعة الدول العربية الذي أكد على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم ومرضٍ للجميع، وفقًا للأعراف والقوانين الدولية التي تنظم استخدام المياه المشتركة.
بيان الاتحاد الأوروبي حمل رسائل واضحة
وأكد الخبير المائي أن بيان الاتحاد الأوروبي حمل رسائل واضحة، منها التأكيد على مبدأ عدم الإضرار بدول المصب وضرورة الإخطار المسبق، وهي مبادئ أساسية في التعامل مع الأنهار المشتركة. واعتبر شراقي أن البيان بمثابة دعوة للأطراف المعنية للعودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق يسمح بالتعاون المشترك في إدارة الموارد المائية.
مفاوضات السد الإثيوبي
وقارن "شراقي" هذا الموقف بمواقف دولية أخرى، مثل تدخلات الرئيس الأمريكي ترامب في مفاوضات سد النهضة، مشيرًا إلى أن كل هذه التحركات الدولية تصب في صالح مصر والسودان، وتُعد "خطوات جيدة" يمكن البناء عليها دبلوماسيًا لتوحيد المواقف والضغط على إثيوبيا، خاصة بعد تأثير الفيضانات الأخيرة.
التعنت الإثيوبي تسبب في قطع العلاقات المائية بين دول المصب
واعترف "شراقي" بأن سد النهضة "أصبح أمرًا واقعًا"، لكنه شدد على أن ذلك لا يغني عن ضرورة وجود اتفاق ملزم، وأوضح: "التعنت الإثيوبي تسبب في قطع العلاقات المائية بين دول المصب والمنبع، وهو ما خلق حالة من العداء والخصومة، لكن حل هذه المشكلة وخصوصًا بعد تجاوز السد لسنوات الملء الصعبة، سيسهل الوصول إلى اتفاق".
رد إثيوبيا على بيان الاتحاد الأوروبي
وعن رد الفعل الإثيوبي الغاضب من بيان الاتحاد الأوروبي، قال شراقي: "بيان إثيوبيا الذي صدر ردًا على الاتحاد الأوروبي يعكس رؤية الجانب الإثيوبي الذي يعتاد على رفض أي بيان يدعم حقوق دول المصب"، لافتا إلى أن إثيوبيا ترى أن الاتحاد الأوروبي لم يراعِ بنود القانون الدولي، خاصة فيما يتعلق بـ"الاستخدام المنصف والمعقول"، وهو ما يؤكد قوة البيان ووزنه لدى المجتمع الدولي.
أهمية ومركزية القضية المائية في المنطقة
واختتم الدكتور عباس شراقي تصريحه بالقول: "إن قوة بيان الاتحاد الأوروبي ورد الفعل الإثيوبي عليه يؤكدان أهمية ومركزية القضية المائية في المنطقة، إنها لحظة مناسبة للدفع نحو تفعيل المفاوضات والتوصل إلى اتفاق يضمن التعاون والاستقرار، بدلاً من حالة الخصومة الحالية".