عاجل

البطريرك الذي لم يأتِ.. قصة اللجنة الخماسية لإدارة شئون الكنيسة في عهد السادات كما رواها الأنبا باخوميوس

الأنبا باخوميوس
الأنبا باخوميوس

مع رحيل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ، عاد للأذهاب قصة اللجنة الخماسية التي أدارت الكنيسة الأرثوذكسية في ظل الأزمة الأشهر في تاريخها، حين أقدم الرئيس الراحل أنور السادات على اتخاذ قرار اعتقالات سبتمبر 1981، وتضمنت القرارات تحديد إقامة الراحل البابا شنودة الثالث في دير وادي النطرون مع 24 كاهنا آخرين. 

ومع تلك القرارات، أصدر الرئيس أنور السادات قرارا بتشكيل لجنة خماسية لإدارة شئون الكنيسة ، ضمت 5 من كبار أساقفة الكنيسة، كان في مقدمتهم الأنبا صموائيل ، أسقف الخدمات العامة في الكنيسة ، والذي استشهد في حداث المنصة مع الرئيس السادات. 

بعد وفاة الأنبا صموائيل بات تشكيل اللجنة الخماسية به خلل، وكان من الضروري أن تقوم الدولة بتعيين بديل له حتى يكتمل تشكيل اللجنة ، فوقع اختيار الدولة على الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة. 

كواليس ما حدث في اختياره ضمن تشكيل اللجنة، التي اتهمها البعض وقتها بـ “الخيانة” للبابا شنودة ، جاءت على لسان الراحل الأنبا باخوميوس في تسجيل له ، تحدث فيه عن تفاصيل تحديد إقامة البابا شنودة وأزمة اللجنة الخماسية التي كُلفت بإدارة الكنيسة في ذلك الوقت.

عزل البابا وتشكيل اللجنة الخماسية

يقول الأنبا باخوميوس “بعد قرار السادات بعزل البابا شنودة، تم استبدال النظام الباباوي التقليدي بنظام إداري جديد يعتمد على لجنة خماسية تتألف من خمسة قيادات مسيحية لإدارة شؤون الكنيسة”. 

وأضاف “ كان الأنبا صامويل أحد أعضاء اللجنة، ولكن بعد وفاته، وقع الاختيار عليا لشغل المنصب”. 

رفض أولي وتغيير في الموقف

وقال " تلقيت اتصالًا من الوزير ألبرت مرسوم بتكليف من الدولة لشغل المنصب، لكنني رفضت الموضوع في البداية ، لكن الوزير أبلغني أن عدم قبول المنصب سيؤدي إلى تعيين بديل غير مرغوب فيه، مما قد يؤثر سلبًا على البابا شنودة.

وأضاف، ظللت أصلي وأفكر في الأمر ، ومع تفاقم الأوضاع داخل الكنيسة واحتجاز بعض الأساقفة وفرض الإقامة الجبرية على البابا شنودة، إضافةً إلى تعرض بعض العلمانيين لأزمات نفسية وصحية، قرر الموافقة حفاظًا على استقرار الكنيسة.

اختيار الكنيسة على حساب الكرامة الشخصية

أكد أن قراره بالانضمام إلى اللجنة جاء بعد تفكير عميق بين الحفاظ على كرامته الشخصية أو حماية الكنيسة والبابا، فاختار الأخيرة. ومع ذلك، عمل فور انضمامه على حل الأزمات العاجلة، ثم سعى بكل الطرق الممكنة لتجميد عمل اللجنة الخماسية.

رفض تمثيل البابا شنودة وحل اللجنة

رغم عضويته في اللجنة، رفض الأنبا باخوميوس أن يكون بديلًا للبابا شنودة في أي مناسبة أو موقف رسمي وقال “ اتذكر موقفًا ليلة العيد، حيث دُعيت للصلاة لكن رفضت وسافرت إلى البحيرة، متمسكًا بموقفي بعدم القيام بأي دور يمكن أن يُفهم على أنه بديل للبابا”. 

ظل الوضع متوترًا حتى صدر قرار من مجلس الدولة بحل اللجنة الخماسية لعدم قانونيتها، ليعود نظام الكنيسة إلى مساره الطبيعي، وينتهي بذلك أحد أكثر الفصول جدلًا في تاريخ الكنيسة المصرية.

يذكر أن البابا تواضروس الثاني ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، قال خلال صلوات تجنيز الأنبا باخوميوس ، مطران البحيرة والخمس مدن الغربية "المتنيح البابا شنودة الثالث، يوم سيامة الأنبا باخوميوس أسقفًا قال "كان ينبغي أن يكون هو البطريرك لولا أن سنوات رهبنته لم تكن حسب النصاب المنصوص عليه في لائحة انتخاب البطريرك" 

وأضاف البابا تواضروس ، هذه شهادة كبرى في حق هذا الخادم الأمين. 

تم نسخ الرابط