قرد الشوغ .. المخلوق الشيطاني الذي يرعب سكان كامبريدجشاير
منذ أكثر من قرن يتناقل سكان مقاطعة كامبريدجشاير البريطانية قصص عن مخلوق غريب يعرف باسم «قرد الشوغ» (Shug Monkey) وهو كائن أسطوري يقال إنه يجمع بين جسد كلب أسود ووجه قرد وتتلألأ عيناه باللون الأحمر في ظلام الليل.
يوصف الوحش بأنه هجين ضخم بطول ثمانية أقدام يمشي أحيانا على قدميه الخلفيتين وأحيانا يركض على أربع فيما يعتقد السكان المحليون أن رؤيته تنذر بالموت أو بسوء الحظ.
أصل الأسطورة:
يعود أول ذكر موثق للوحش إلى أوائل القرن العشرين في قرية ويست راتينج وضواحي بالشام وبحسب الباحث في الفولكلور البريطاني دانييل كود، فإن الأطفال في تلك الفترة كانوا يتجنبون المرور بالطرق الريفية بعد حلول الظلام خوفا من مواجهة هذا الكائن الأشعث.
ويشير المؤرخ الأسترالي ديفيد والدرون إلى أن اسم Shug مشتق من الكلمة الإنجليزية القديمة «Scucca»، التي تعني الشيطان أو الروح الشريرة مما يعزز ارتباط المخلوق بأساطير الكلاب السوداء الشيطانية المنتشرة في شرق إنجلترا مثل Black Shuck.

العلماء يفسرون الظاهرة:
بحسب علماء من جامعة أكسفورد وجامعة إدنبرة نابير لا توجد أدلة مادية تثبت وجود «قرد الشوغ»، لكنهم يرون أن الأسطورة حقيقية من الناحية الثقافية والنفسية.
ويقول عالم النفس التطوري روبن دنبار إن «الرؤى الغريبة شائعة في الليالي المظلمة، خصوصا بعد زيارة الحانات»، مشيرا إلى أن الإضاءة الخافتة والضباب والظلال المتحركة قد تخلق أوهام تشبه الوحوش.
ويضيف الدكتور براين شاربلس، مؤلف كتاب Monsters on the Couch أن معظم من يزعمون رؤيته قد يكونون ضحايا لظاهرة الباريدوليا (Pareidolia)، وهي ميل الدماغ إلى تكوين أشكال مألوفة من الفوضى البصرية، مثل رؤية وجوه أو عيون في الظلال أو بين الأشجار.

العيون المتوهجة:
العامل الأكثر رعبا في الأسطورة هو العيون الحمراء المتوهجة والتي يفسرها العلماء بأنها ناتجة عن وجود طبقة عاكسة خلف شبكية عين بعض الحيوانات مثل الثعالب والغزلان تجعل عيونها تتوهج تحت ضوء المصابيح أو القمر.
لماذا تستمر الأسطورة حتى اليوم؟
يرى الخبراء أن قصص مثل «قرد الشوغ» و«وحش لوخ نس» و«بيج فوت» تبقى حية لأنها تشبع فضول الإنسان تجاه المجهول وتمنح المجتمعات رابط تراثي مع تاريخها الشعبي.
ويقول عالم البيئة جيسون جيلكريست:“بمجرد أن تترسخ أسطورة، يبدأ الناس في تفسير أي مشهد غامض على أنه دليل على وجود الوحش.”
