سياسي: مفاوضات سودانية في واشنطن تبحث خارطة الطريق ووقف إطلاق النار

قال المحلل السياسي طاهر المعتصم، إن المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليًا في العاصمة الأمريكية واشنطن بين وفد من الجيش السوداني ومسؤولين أمريكيين، تُجرى في سرية تامة، وتتناول في جوهرها خطة “خارطة الطريق” التي قدمتها واشنطن بالتنسيق مع المجموعة الرباعية الدولية المعنية بـ السودان.

وجود ربط مباشر بين المسارين السياسي والعسكري

وأوضح المعتصم أن زيارة وزير الخارجية السوداني إلى واشنطن بالتزامن مع وجود وفد عسكري هناك تؤكد وجود ربط مباشر بين المسارين السياسي والعسكري، مشيرًا إلى أن الهدف من المباحثات هو الوصول إلى تفاهمات حول وقف إطلاق النار وإبعاد قوات الدعم السريع عن المناطق المأهولة بالمدنيين المحاصرين في عدة مدن.

وأشار إلى أن تسريبات صحفية نُشرت صباح اليوم تحدثت عن مقايضات محتملة تتضمن “فك حصار مدينة الفاشر مقابل عدم إعلان قوات الدعم السريع منظمة إرهابية”، إلا أن هذه المعلومات لم يتم تأكيدها رسمياً بعد.

ونوه إلى وجود مقايضة أخرى قيد النقاش تتعلق بتشكيل حكومة أمن واستقرار مقابل استبعاد الحكومة المدنية المؤقتة، وهو ما يعكس تبايناً في الرؤى بين القوى السياسية والعسكرية حول مستقبل الحكم في السودان بعد الحرب.

 مسارات مختلفة في المشهد السوداني الراهن

وأكد المحلل السياسي أن هناك مسارين مختلفين في المشهد السوداني الراهن، أحدهما يهدف إلى معالجة الأوضاع العسكرية ووقف القتال، بينما الآخر يركز على وضع أسس العملية السياسية لما بعد الحرب.

وأضاف أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان عقد اجتماعًا في بورتسودان مع عدد من الكتل السياسية، لبحث تطورات المفاوضات الدائرة في واشنطن وتوضيح الإجراءات التي تتخذها القيادة العسكرية حالياً.

وتابع: إن اجتماعًا آخر من المقرر عقده في سويسرا يوم 29 أكتوبر الجاري، بمشاركة عدد من القوى السياسية والمدنية بقيادة رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك، لمناقشة خارطة الطريق السياسية المقترحة ومائدة مستديرة للتوافق الوطني.

الولايات المتحدة قررت التدخل بشكل أكثر فاعلية في الملف السوداني

وأشار إلى أن الحديث عن حكومة أمنية أو استقرار دون توافق وطني شامل هو أمر سابق لأوانه، مؤكداً أن استقرار السودان لن يتحقق إلا من خلال عملية سياسية متكاملة تنتهي بانتخابات ديمقراطية حرة.

وأوضح أن الولايات المتحدة قررت التدخل بشكل أكثر فاعلية في الملف السوداني عبر مبعوثها الخاص مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، وذلك بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين بعد التطورات في غزة وتوقيع اتفاقات سلام في الشرق الأوسط.