قلق واكتئاب.. كيف تؤثر خيانة الوالدين على الصحة النفسية للأطفال؟

تعد الخيانة الزوجية من أكثر التجارب إيلامًا التي قد تهز كيان الأسرة، لكن تأثيرها على الأطفال قد يكون الأعمق والأطول أمدًا، فعندما يكتشف الطفل أن أحد والديه قد خان الآخر، يُصاب بصدمة عاطفية تترك ندوبًا نفسية قد لا تُمحى بسهولة.
أكد موقع boldsky، أن تختلف ردود أفعال الأطفال على خيانة أحد الوالدين حسب العمر والتركيبة النفسية، لكنها غالبًا ما تتراوح بين الحزن العميق والغضب، وصولًا إلى الشعور بالذنب أو فقدان الثقة بالآخرين.
التأثيرات العاطفية والنفسية على الأطفال
يشعر الأطفال بالارتباك عندما يكتشفون أن أحد والديهم الذين يفترض أنهم نموذج للأمان والحب قد خرق ثقة الأسرة، وقد يبدأون في التشكيك في حب الوالدين لهم، أو يتساءلون: "هل كان بإمكاني منع هذا؟" مما يؤدي إلى شعور مزمن بالذنب غير المبرر، كما قد يظهر عليهم القلق والاكتئاب، خاصة إذا تحولت الخيانة إلى صراع علني بين الوالدين، فيفقدون الإحساس بالاستقرار الذي يحتاجونه لنموهم العاطفي.
تأثيرات الخيانة على السلوك والعلاقات المستقبلية
لا تقتصر تداعيات الخيانة على المشاعر السلبية فحسب، بل تمتد إلى سلوكيات الطفل وتطوره الاجتماعي:
- التراجع الدراسي: قد ينخفض تركيز الطفل في المدرسة، وتتراجع درجاته بسبب انشغاله بالتوتر العائلي.
-العدوانية أو الانطواء: بعض الأطفال يصبحون عدوانيين كتعبير عن غضبهم، بينما ينسحب آخرون خوفًا من مواجهة المشاعر المؤلمة.
-صعوبات في العلاقات: قد يُطور الطفل عدم ثقة بالآخرين، مما يؤثر على صداقاته وعلاقاته الرومانسية في المستقبل.
كيف يمكن تخفيف أضرار الخيانة الزوجية على الأطفال؟
رغم الألم، يمكن للوالدين تقليل الآثار السلبية عبر:
-الصراحة المُناسبة للعمر: شرح الموقف دون تفاصيل مؤذية، مع طمأنة الطفل بأنه ليس السبب.
-التشجيع على التعبير: إتاحة مساحة آمنة للطفل ليعبّر عن حزنه أو غضبه دون خوف.
-الحفاظ على الروتين: المحافظة على استقرار الحياة اليومية يُعيد للطفل الإحساس بالأمان.
-اللجوء للمختصين: العلاج النفسي يساعد الطفل على تخطي الصدمة بطريقة صحية.
-إبعاد الأطفال عن الصراعات: تجنب استخدامهم كوسيط أو كطرف في النزاع بين الوالدين.
رغم أن خيانة أحد الوالدين قد تشكل جرحًا غائرًا في نفس الطفل، إلا أن التعامل الواعي مع الموقف يمكن أن يخفف من عواقبه، من خلال الدعم العاطفي والاستعانة بالخبراء عند الحاجة، يمكن للأطفال تجاوز المحنة والنمو بشكل سليم، الأهم هو أن يشعروا بأنهم محبوبون، وأن خطأ الكبار ليس عبئًا عليهم، فالحب والاستقرار النفسي هما الأساس الذي يُعيد بناء ثقتهم بأنفسهم وبالعالم من حولهم.