رضا فرحات: موسم الشتاء اختبار حقيقي لقدرات الإدارة المحلية على حماية الأرواح
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، محافظ الإسكندرية والقليوبية الأسبق وخبير الإدارة المحلية، إن دخول فصل الشتاء يفرض على جميع المحافظات حالة من الجاهزية القصوى لمواجهة موجات الأمطار والسيول المحتملة، مؤكدا أن موسم الشتاء لم يعد مجرد ظاهرة مناخية عابرة، بل اختبار حقيقي لقدرات الإدارة المحلية على التخطيط المسبق والاستجابة الفورية وحماية الأرواح والممتلكات.
وأوضح "فرحات" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن السنوات الماضية شهدت تطورا ملحوظًا في آليات الاستعداد المبكر داخل المحافظات، حيث بدأت الأجهزة المحلية في تطبيق مفهوم الجاهزية الاستباقية، من خلال إعداد خرائط للمناطق الأكثر عرضة لتجمعات المياه، وتنفيذ أعمال الصيانة الدورية لشبكات الصرف ومحطات الرفع، إلى جانب التنسيق المستمر مع شركات المياه والصرف الصحي وغرف العمليات بالمحافظات.
موسم الشتاء لم يعد مجرد ظاهرة مناخية بل اختبار لقدرات الإدارة المحلية
وأكد أن توجيهات القيادة السياسية بضرورة الاستعداد الجاد لموسم الشتاء تنبع من إدراك كامل لأهمية حماية الأرواح والممتلكات والبنية التحتية، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي أدت إلى تزايد حدة وكثافة الأمطار خلال السنوات الأخيرة مشددًا على أن نجاح أي محافظة في مواجهة النوات يعتمد على عنصرين أساسيين: كفاءة البنية التحتية وشبكات الصرف، وسرعة التحرك الميداني والاستجابة الفورية من الأجهزة التنفيذية وقت سقوط الأمطار.
وأشار محافظ الإسكندرية الأسبق، إلى أن العاصمة الساحلية تعد من أكثر المحافظات التي اكتسبت خبرة عملية في هذا الملف، نتيجة لتعرضها المتكرر لنوات قوية، لافتا إلى أن الحل الجذري يتطلب استثمارات مستدامة لتطوير شبكات الصرف القديمة وإنشاء محطات جديدة قادرة على استيعاب الكميات المتزايدة من المياه، فضلا عن إدماج التكنولوجيا الحديثة في عمليات الرصد والإنذار المبكر.
وأضاف فرحات أن دور غرف العمليات المركزية أصبح حيويا في التنسيق بين الجهات المعنية ومتابعة الحالة الجوية لحظة بلحظة، مؤكدًا على أهمية التواصل الدائم مع المواطنين عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتوعيتهم بمناطق الخطورة وكيفية التعامل الآمن أثناء الأمطار.
وأوضح أن استعدادات المحافظات لفصل الشتاء تعكس نقلة نوعية في فكر الإدارة المحلية، الذي أصبح يعتمد على التخطيط المسبق لا رد الفعل، وعلى المشاركة المجتمعية في مواجهة الأزمات، وهو ما يمثل ترجمة حقيقية لتوجه الدولة نحو إدارة محلية ذكية قادرة على حماية المواطن والبنية التحتية من أي طارئ.