دراسة : وسائل منع الحمل الهرمونية بعد الولادة تضاعف الاكتئاب لدى الأمهات

كشفت دراسة حديثة أن الأمهات الجدد اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية بعد الولادة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بغيرهن، وأكد الباحثون على أهمية إعلام العاملين في القطاع الصحي بهذه المخاطر لتمكين النساء من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن وسائل منع الحمل بعد الولادة.
نتائج الدراسة
أجرى باحثون من مستشفى جامعة كوبنهاجن-ريجشوسبيتاليت دراسة شملت 610,038 امرأة دنماركية أنجبن طفلهن الأول بين عامي 1997 و2022، ولم يكن لديهن تاريخ سابق بالاكتئاب قبل عامين من الولادة، ووجدت الدراسة أن 40% من المشاركات بدأن باستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية خلال عام من الولادة، بينما امتنعت الأخريات عن ذلك، وفقا لما نشره موقع ديلي ميل.
أظهرت النتائج أن النساء اللاتي استخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية كن أكثر عرضة بنسبة 49% لتشخيص الاكتئاب أو الحصول على وصفة طبية لمضادات الاكتئاب خلال السنة الأولى بعد الولادة، وارتفع الخطر المطلق من 1.36% إلى 1.54%، مما يعني حدوث 180 حالة إضافية من الاكتئاب لكل 100 ألف امرأة تستخدم هذه الوسائل.
الاختلاف حسب نوع الوسيلة الهرمونية
تختلف نسبة الخطر حسب نوع وسيلة منع الحمل المستخدمة:
- الحبوب المركبة: زادت خطر الاكتئاب بنسبة 72%.
- الوسائل غير الفموية المركبة (مثل اللصقات أو الحلقات): ارتفع الخطر إلى 97%.
-الوسائل المحتوية على البروجستين فقط (مثل الحقن أو اللولب الهرموني): ارتفع الخطر بنسبة 40%، مع ملاحظة أن الحبوب البروجستينية وحدها ارتبطت بانخفاض مؤقت في الاكتئاب المبكر، لكن الخطر زاد لاحقًا.
نُشرت الدراسة في مجلة JAMA Network Open، وحث الباحثون على مناقشة هذه المخاطر مع الأمهات الجدد خلال استشارات تنظيم الأسرة. من جهته، قال الدكتور جون رينولدز رايت، الخبير في الصحة الإنجابية بجامعة إدنبرة، إنه يجب موازنة هذه النتائج مع فوائد المباعدة بين الأحمال، والتي تحسن صحة الأم والطفل، مشددًا على ضرورة تفسير النتائج بحذر في ظل التهديدات العالمية للحقوق الإنجابية.
تحذر هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) من أن الحمل قد يحدث بعد ثلاثة أسابيع فقط من الولادة، حتى دون عودة الدورة الشهرية أو الرضاعة. ومع ذلك، يُنصح بتجنب الحمل قبل مرور 12 شهرًا على الولادة لتقليل مخاطر الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الجنين.
في حين أن وسائل منع الحمل الهرمونية تظل خيارًا فعالًا لتنظيم الأسرة، فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على ضرورة تقديم المشورة الشاملة للأمهات الجدد حول الآثار الجانبية المحتملة، بما في ذلك الاكتئاب، لمساعدتهن على اختيار الوسيلة الأنسب لصحتهن الجسدية والنفسية.