هل يرفع الله ذرية المؤمن إليه؟.. بشارة عظيمة من الكتاب والسنة اعرفها
هل يرفع الله ذرية المؤمن إليه؟، من الأسئلة التي يكثر البحث عنها خاصة عند قراءة قَولَ اللهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِيء بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور:آية ٢١]
هل يرفع الله ذرية المؤمن إليه.. ماذا قال القرآن؟
يقول الدكتور جمال الأكشة أستاذ الفقه المقارن لدى كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، في جواب هل يرفع الله ذرية المؤمن إليه؟: في هذه الآية الكريمة يخبر الله تعالى عن فضله وكرمه وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يلحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم لتقرَّ أعينُ الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته، للتساوى بينه وبين ذاك؛ ولهذا قال {ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء}.
هل يرفع الله ذرية المؤمن إليه؟.. حديث شريف يوضح
وتابع: قد روي عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" إنَّ اللهَ لَيرفعُ ذِرِّيَّةَ المؤمنِ إليه في درجتِه، وإن كانوا دونه في العملِ، لتَقَرَّ بهم عينُه، ثم قرأ: {والَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتَهُمْ بِإِيمانٍ} الآية، ثم قال: وما نقَصْنا الآباءَ بما أعطينا البنينَ". أخرجه الحاكم، والبيهقي، والبزار كما في كشف الأستار للهيثمي
شرح الحديث:
من فضلِ اللهِ تعالى وكَرَمِه، وامتِنانِه ولُطفِه بخَلقِه وإحسانِه إليهم أنَّ المُؤمنينَ إذا اتَّبَعَتْهم ذُرِّيَّاتُهم في الإيمانِ يُلحِقُهم بآبائِهم في المَنزِلةِ وإن لم يَبلُغوا عَمَلَهم؛ لتَقَرَّ أعيُنُ الآباءِ بالأبناءِ عِندَهم في مَنازِلِهم، فيَجمَعُ بَينَهم على أحسَنِ الوُجوهِ، يَقولُ اللهُ تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور: 21]، أي: ما نَقَصْنا الآباءَ بما أعطَينا البَنينَ، فيَرفعُ النَّاقِصَ العَمَلِ بكامِلِ العَمَلِ، ولا يَنقُصُ ذلك من عَمَلِه ومَنزِلتِه.
وفي الحَديثِ أنَّ الشَّخصَ قد يُرفَعُ في دَرَجاتِه بسَبَبِ عَمَلِ غَيرِه.
وفيه فضلُ الآباءِ على الأبناءِ.
وفيه فضلُ اللهِ تعالى على الأبناءِ ببَرَكةِ عَمَلِ الآباءِ.
كما روى سعيد بن جبير عن عبدالله بن عباس في قول الله تعالى{والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}أنه قال:هم ذرية المؤمن يموتون على الإيمان فإن كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم أُلحقوا بآبائهم ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوها شيئا.
وقال الزمخشري: فيجمع الله لأهل الجنة أنواع السرور بسعادتهم في أنفسهم ، وبمزاوجة الحور العين ، وبمؤانسة الإخوان المؤمنين ، وباجتماع أولادهم ونسلهم بهم.
{وما ألتناهم من عملهم من شيء }أي ما نقصنا الأبناء من ثواب أعمالهم لقصر أعمارهم ، وما نقصنا الآباء من ثواب أعمالهم شيئا بإلحاق الذريات بهم.
{كل امريء بما كسب رهين}أي كل إنسان مرتهن بعمله لا يُحمل عليه ذنب غيره ، سواء كان أبا أو إبنا.
قيل: يرجع إلى أهل النار.
وقال ابن عباس: ارتهن أهل جهنم بأعمالهم ، وصار أهل الجنة إلى نعيمهم.



