00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

الشيخ إبراهيم عبد الباعث الشاذلي.. رحلة زاهد صنعه الإيمان وخلده العلم

الشيخ أيمن عبد الرحمن
الشيخ أيمن عبد الرحمن

قال الشيخ أيمن عبد الرحمن، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن الشيخ إبراهيم عبد الباعث الشاذلي يعد من أبرز علماء التصوف في القرن العشرين، مشيرًا إلى أنه وُلد عام 1898 في مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ونشأ في بيئة تتسم بالتقوى والصلاح، إذ كان والده من أهل الورع والزهد، وهو ما انعكس على شخصيته منذ نعومة أظفاره، وأضاف أن الشيخ عبد الباعث تلقى تعليمه الأول في قريته، حيث حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن صغيرة، قبل أن يبدأ رحلته الكبرى في طلب العلم.

من دسوق إلى الإسكندرية سيرًا على الأقدام

وفي حديثه ببرنامج "مدد"، الذي يقدمه الإعلامي عبد الفتاح مصطفى على قناة الحياة، أوضح الشيخ أيمن عبد الرحمن أن نقطة التحول في حياة الشيخ عبد الباعث جاءت عندما بلغ الثامنة عشرة من عمره، إذ قرر الرحيل إلى مدينة الإسكندرية سيرًا على قدميه لعدم امتلاكه المال اللازم للسفر، مشيرا إلى أن  تلك الرحلة التي امتدت لأيام كانت تعبيرًا صادقًا عن شغفه بالعلم ورغبته في الارتقاء الروحي والمعرفي.

المسجد الذي غيّر مسار حياته

وصل الشاب الزاهد إلى الإسكندرية ليبدأ مرحلة جديدة في مسجد أنشأه إبراهيم سليمان باشا، نقيب الأشراف في المدينة، وكان المسجد يضم نخبة من علماء الأزهر الشريف، وهناك تعرّف الشيخ عبد الباعث على شيخه الأثير، الشيخ يوسف بن علي الشاذلي، الذي دُفن لاحقًا في منطقة غيط العنب. وتتلمذ عبد الباعث على يديه، فقرأ عليه صحيح البخاري كاملًا، وتلقى منه أصول الطريقة الشاذلية في التصوف، التي التزم بها طوال حياته ودعا إليها طلابه ومريديه.

العلم والشعر طريقًا للتربية الروحية

لم يكن الشيخ إبراهيم عبد الباعث مجرد عالم في الفقه أو التصوف، بل كان أيضًا شاعرًا مبدعًا اتخذ من الشعر وسيلة لتربية النفوس وتقويم السلوك. استخدم القصيدة لتوصيل المعاني الروحية العميقة بأسلوب بسيط قريب من القلوب،ومن أبرز ما كتب قصيدته الشهيرة في "آداب السلوك مع الله"، التي اعتبرها طلابه دستورًا أخلاقيًا للسائرين في طريق التصوف.

وفاة العالم وخلوده في الذاكرة

اختتم الشيخ أيمن عبد الرحمن حديثه بالإشارة إلى أن الشيخ إبراهيم عبد الباعث توفي بعد حياة حافلة بالعلم والعمل والعبادة، ودُفن في مقابر المالكية بالقاهرة، ليبقى اسمه شاهدًا على نموذج نادر للعالم الزاهد الذي جمع بين العلم والخلق، وبين الفقه والشعر، وبين حب الله وخدمة الناس.

 

تم نسخ الرابط