عاجل

مولد الدسوقي 2025..ماذا قال القطب الصوفي في نصائحه لمريديه للتمسك بالشريعة

مقام السيد إبراهيم
مقام السيد إبراهيم الدسوقي

السيد إبراهيم الدسوقي أحد أبرز أعلام التصوف الإسلامي في مصر والعالم الإسلامي، وإمامًا من أئمة الزهد والعلم، وقطبا من الأقطاب الأربعة الذين أضاءوا سماء السلوك الروحي في القرون الوسطى. وقد ترك إرثا تربويا ودعويّا لا يزال نوره ممتدا في قلوب المريدين والعلماء إلى اليوم.

كان السيد إبراهيم الدسوقي مثالا للعالم العامل، جمع بين التمسك بالشريعة والارتقاء بالروح، فصارت طريقته مدرسة فريدةً في التزكية تهدف إلى تهذيب النفس وتقويم السلوك، دون أن تنفصل لحظةً عن ميزان القرآن والسنة.

وصية الشيخ الدسوقي لأتباعه

وأوصى مريديه بوصية خالدة تعبّر عن نقاء سريرته وصفاء طريقته، فقال: «يا أولادي ناشدتكم بالله، لا تسيئوا إلى طريقي، ولا تلبسوا في تحقيق، ولا تدلسوا ولا تدنسوا، وإن كنتم صحبتمونا لتأخذوا منا أوراقًا من غير عمل، فلا حاجة لنا بكم».

بهذه الكلمات الحاسمة رسم القطب الكبير السيد إبراهيم الدسوقي معالم منهجه التربوي، فحذر من الرياء والادعاء والتستر بالتصوف دون عمل أو إخلاص، وأكد أن الطريق إلى الله لا تُنال بالمظاهر ولا بالأوراق، وإنما بصدق النية وحسن الاتباع.

زهد إيجابي يقوم على العمل والإتقان

ولم يكن القطب الصوفي السيد إبراهيم الدسوقي يدعو إلى الزهد بمعناه السلبي، بل إلى زهد إيجابي يقوم على العمل والإتقان، ويربط القلب بالله مع عمارة الأرض بالخير. وكان يوصي أتباعه باتباع الشريعة الإسلامية بحذافيرها والبعد عن كل ما يُخالفها، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: 7].

جمع بين العلم والعمل

و قدم السيد إبراهيم الدسوقي نموذجا راقيا في الجمع بين العلم والعمل، والتصوف والالتزام، والتربية والمراقبة، فكانت طريقته مدرسة أخلاقية وسلوكية قائمة على تزكية النفس بالعلم، لا بالادعاء، وعلى صفاء القلب بالإخلاص، لا بالشهرة أو المظاهر.

التصوف الحق لا ينفصل عن الشريعة

ورغم مرور القرون فلا تزال كلماته تنبض بالحياة في قلوب السالكين، تذكّرهم أن التصوف الحق لا ينفصل عن الشريعة، وأن الطريق إلى الله لا تُختصر في شعار، بل تبنى بالصدق والمجاهدة ونقاء السريرة.

تم نسخ الرابط