«سرّ النور بين الجمعتين».. داعية تكشف الحكمة من قراءة الكهف يوم الجمعة |خاص
أكدت الدكتورة فاطمة موسى، الواعظة بوزارة الأوقاف، حرص ملايين المسلمين حول العالم على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ليس مجرد عادة متوارثة، بل هو اتباعٌ لهدي النبي ﷺ، واقتداءٌ بسنته الكريمة، لما في السورة من فضائل عظيمة ونورٍ يهدي بين الجمعتين.
وأضافت موسى في تصريحات خاصة ل “ نيوز رووم ”أن النبي ﷺ قال:“من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”،
كما قالت ﷺ أيضًا:“من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال”.
ما الحكمة من قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟
وأوضحت أن الحكمة من قراءة السورة في هذا اليوم المبارك هي أنها تذكيرٌ أسبوعي بقيم الإيمان والثبات أمام الفتن، مشيرة إلى أن السورة اشتملت على أربع قصص تحمل أربع فتن كبرى تواجه الإنسان في حياته.
وبيّنت أن قصة أصحاب الكهف جاءت لتعلّمنا الثبات على الدين في مواجهة فتنة العقيدة، بينما تناولت قصة صاحب الجنتين فتنة المال وخطورة الاغترار بزينة الدنيا، وجاءت قصة موسى مع الخضر لترسّخ معنى التواضع في طلب العلم، أما قصة ذي القرنين فقد أبرزت عدل القائد المؤمن وقدرته على نصرة الضعفاء، والتحرر من فتنة المنصب والسلطة.
واختتمت حديثها مؤكدة أن قراءة سورة الكهف ليست مجرد تلاوة أسبوعية، بل هي زاد روحي ونور قلبي يجدد الإيمان، ويقوّي الصلة بالله، ويحمي المسلم من فتن الدنيا، داعيةً المسلمين إلى المواظبة على قراءتها كل جمعة طلبًا للنور والبركة والهداية، كما أوصى النبي ﷺ.
الصلاة على النبي يوم الجمعة
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أصل الخير في الدنيا، وهو الشفيع المشفَّع يوم القيامة، والصلاة عليه شفيعٌ للدعاء في الدنيا، وقد ورد الأمر الإلهي بها في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وأجمع العلماء على مشروعيتها. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
وقد وردت فيها أحاديث كثيرة تؤكد فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، منها ما رواه أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال لرسول الله: أجعل لك من صلاتي كلها؟ فقال: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ» رواه الترمذي وغيره. وجاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا أنه قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» رواه مسلم. كما قال عليه الصلاة والسلام: «صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود.



