من خدمة الإنسان إلى تهديد وجوده.. هل بدأ عصر سيطرة الذكاء الاصطناعي؟

خلال الشهور الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الفيديوهات المزيفة المصنوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل فيديو “الظرافة اللي بتعوم في النيل” و “الطفل اللي بيرمي نفسه من البلكونة” وغيرها من المقاطع اللي خلت ملايين الناس يتساءلوا:
هل اللي بنشوفه ده حقيقي؟ ولا مجرد خدعة رقمية محكمة؟
السؤال الأهم مش بس عن حقيقة الفيديوهات لكن عن الاتجاه اللي رايحين له كبشر وسط موجة الذكاء الاصطناعي الجارفة،
هل هو وسيلة لتسهيل حياتنا؟ ولا بوابة لهلاكنا؟
ذكاء يصنع المستقبل
ما نقدرش ننكر إن الذكاء الاصطناعي غير شكل العالم من الطب والتعليم لوسائل المواصلات والإنتاج الإعلامي وأصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
الذكاء الاصطناعي النهارده بيقدر يشخّص أمراض بدقة أعلى من الإنسان ويترجم لغات فورية يصمم صور وفيديوهات احترافية في ثواني ويوفر حلول لمشاكل معقدة كانت بتحتاج شهور من العمل.
ده الجانب الجميل من القصة وهوالتكنولوجيا اللي بتختصر الوقت وبتوفر الجهد وبتخلي الخيال حقيقة.
الوجه الآخر مرعب
نفس الذكاء اللي بيقدر يساعدنا بيقدر كمان يخدعنا والفيديوهات المزيفة اللي بنشوفها كل يوم بتثبت إن التكنولوجيا خرجت من حدود السيطرة البسيطة وأي شخص النهارده يقدر يصنع فيديو واقعي لأي شخصية ويخليها تقول أو تعمل حاجة ما حصلتش أصلًا.
وده مش بس خطر على السوشيال ميديا لكن كمان على الأمن والمجتمع والثقة بين الناس تخيل فيديو مزيف ممكن يسبب فتنة أو حرب أو أزمة سياسية في لحظات!
الذكاء الاصطناعي سلاح في إيد مين؟
الحقيقة إن الذكاء الاصطناعي زيه زي أي اختراع في التاريخ سلاح ذو حدين اللي هيحدد مصيره مش هو نفسه لكن إحنا البشر اللي بيستخدموه لو استخدمناه بعقل هيبقى أداة تنمية وازدهار ولو سيبناه من غير ضوابط هيبقى أخطر من أي سلاح عرفته البشرية.
الذكاء الاصطناعي مش الشر المطلق ولا المنقذ الكامل.
هو مجرد انعكاس لذكائنا ولو استخدمناه للخيرهينفعنا ولو استسلمنا لغرورنا ممكن يكون سبب نهايتنا.
وهنا السؤال مش : الذكاء الاصطناعي واخدنا لفين؟
لكن الأهم: إحنا رايحين معاه على فين؟