أمانة معاذ.. طالب عثر على شبكة عروس ومبلغ مالي قيمة جهازها فأعادهم

الأمانة والأخلاق لا ترتبط أبدًا بعمر معين إنما هي مبادئ تغرس داخل الإنسان صغيرًا كان أم كبيرًا يتربى عليها منذ الصغر، سلوكيات يكتسبها من البيئة التي يعيش فيها وتكبر معه لا ترتبط بالمستوى الاجتماعي للشخص بل هي طباع تتأصل بداخله أيًا كان مستواه أو عمره.
طالب جامعى يعمل لمساعدة أسرته
معاذ طالب بكلية التجارة و يعمل فى محل لبيع (البن) ليساعد والده الذي يعمل إمام مسجد وأسرته في الإنفاق على نفسه ليرفع العبئ عن كاهل أسرته، فما بين الدراسة والعمل يكافح من أجل تحقيق ذاته فى أحد أمثلة الشباب الناجح الذين يعتبروا شعاع ضوء في وسط العتمة التي غيبت عقول كثير من الشباب الذين غيبت المخدرات عقولهم و باتوا عبئا على أسرهم يحملونهم مالا يطيقون.
فقد حافظة نقوده
وكعادته وأثناء عودته من عمله في محل البن المتواجد بمدينة العياط إلى قريته التي تبعد عنها بضعة كيلو مترات، وبعد يوم عمل شاق وفي حوالي الساعة العاشرة مساءا نزل الشاب معاذ من سيارة ميكروباص كان يستقلها وبعد خطوات فوجئ بعدم وجود حافظة نقوده فهرع الشاب يبحث عنها فهي تحوي مبلغ بسسيط هو حصيلة عمله وكان يدخره للتوجه إلى الجامعة بالإضافة إلى بطاقة الرقم القومي الخاصة به وكارنيه الجامعة، فعاد مرة أخرى يحاول اللحاق بالسائق ظنًا منه أنها سقطت منه بها إلا أنه كان قد تحرك فحاول البحث بالمنطقة التي نزل بها على يجدها بعدما كاد قلبه أن يتوقف فعلى الرغم من بساطة المبلغ إلا أنه بالنسبه له رأس ماله بالإضافة إلى أوراقه ومتعلقاته الهامة لدخول الجامعة.
بحث عن حافظة نقوده فعثر شبكة عروس ومبلغ جهازها
وفي منطقة إضائتها بسيطة بمدخل القرية يفتش الشاب في كل شئ على الأرض الترابية، وخلال ذلك شاهد حقبة بلاستيكية على الأرض و بنوع من الإحباط ركل الحقيبة بقدمه ليفاجأ بأن بها مبلغ مالي كبير فأخذها ليكتشف أن بها مبلغ مالي وعلبة بها مشغولات ذهبية، وأخذ الشاب الحقيبة وبعدها بخطوات عثر على حافظة نقوده.
وفي المسافة ما بين مدخل القرية ومنزله والتي استغرقت ما يقرب من 15 أو 20 دقيقة، لم يفكر الشاب معاذ في أنه قد عثر على ما يغنيه عن العمل وأن يتفرغ لجامعته بل كل ما كان يشغله كيف يتوصل إلى صاحب تلك الأموال والمشغولات الذهبية.
لم يطمع فى الأموال على الرغم من حاجته
وما أن وصل إلى منزله وجد أن المبلغ حوالى 53 ألف جنيه بالإضافة إلى المشغولات الذهبية وهداه تفكيره إلى أن يكتب منشورًا عبر أحد جروبات التواصل الاجتماعي لسكان المنطقة، أعلن خلاله عن عثوره على مبلغ مالي ومشغولات ذهبية لعله يصل إلى صاحبها، ووضع رقم هاتفه المحمول بعد أن طالب من يتصل به أن يدلي بأوصافها كاملة والمبلغ وفاتورة شراء المشغولات الذهبية.
وفي الوقت الذي كان فيه الشاب معاذ مثالًا للأمانة، تلقى إتصالات كثيرة من أشخاص يعتبروا مثالًا للخيانة حاوله تضليله للحصول على الأموال والذهب دون أن يدلوا بأوصافها.
سلم شقيق العروس شبكتها و ثمن جهازها
حتى آتاه إتصالًا من شاب أدلى له بأوصاف كل شيئ و بالفعل تواعدًا على اللقاء وأعطاه فاتورة المشغولات الذهبية ويكاد عقل الشاب صاحب الأموال لا يصدق ما يحدث معه، حيث قرر أن المشغولات الذهبية هي شبكة شقيقته والمبلغ المالي هو قيمة جمعية كان قد حصل عليها لتجهيز شقيقته للزواج، حيث أن ميعاد زواجها قد اقترب.
وبالفعل تسلم الشاب مشغواته الذهبية وأمواله وهو لا يكاد يصدق ما حدث وعرض على معاذ مبلغًا ماليًا مكافأة له على أمانته، إلا أنه رفض قائلًا له أنا مثلك أعمل لأساعد أسرتي وأعلم كم عانيت لجمع هذا المبلغ.