نقوش مقدسة وزخارف فريدة على تابوت تا-دي-با-كا-كم المنياوي

في إطار الجهود المتواصلة للحفاظ على التراث المصري العريق وصون الكنوز الأثرية التي تزخر بها قاعات المتحف المصري بالتحرير، أعلنت إدارة المتحف عن بدء أعمال ترميم دقيقة لأحد أبرز مقتنياته، وهو تابوت السيدة تا-دي-با-كا-كم المصنوع من الحجر الجيري.
ويأتي هذا المشروع ضمن خطة شاملة ينفذها قسم الترميم وصيانة الآثار بالمتحف، الذي يُعد من أهم أقسامه العلمية والفنية، الهادفة إلى حماية القطع الأثرية من عوامل الزمن، وضمان بقائها شاهدًا حيًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة.
نشرت إدارة المتحف عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» مجموعة من الصور توثق مراحل ترميم التابوت المصنوع من الحجر الجيري، وهو أحد أبرز القطع الأثرية التي يتولى قسم الترميم وصيانة الآثار بالمتحف صيانتها.
وأوضحت إدارة المتحف في بيانها أن التابوت يعود إلى الحقبة الممتدة بين حكم الملك نختنبو الثاني وفيليب أريديوس (360–316 ق.م)، وقد تم العثور عليه في منطقة تونة الجبل بمحافظة المنيا، ويعرض حاليًا في الطابق الأرضي إلى جانب تابوت قريبته بيتوزيريس.
ويُعد التابوت من النماذج الفريدة لفن النحت المصري في أواخر العصور الفرعونية، إذ يزدان بزخارف دقيقة ونقوش دينية ثرية بالرموز المقدسة، كما تشير كتاباته إلى تبجيل الأسرة للثور الأسود المعروف باسم «كا-كم» ويعمل فريق الترميم على تنفيذ عمليات دقيقة لتثبيت بنيته الحجرية ومعالجة الشروخ السطحية وتنظيف النقوش بحذر شديد، بما يضمن الحفاظ على جمالياته الأصلية دون المساس بالتفاصيل التاريخية.
وتأتي هذه الأعمال في إطار الجهود المستمرة التي يبذلها قسم الترميم وصيانة الآثار بالمتحف المصري بالتحرير، والذي يمثل أحد الأعمدة الرئيسية في منظومة حماية التراث المصري. ويعتمد القسم في أعماله على مزيج من الخبرة العلمية والتقنيات الحديثة، بما يضمن صون القطع الأثرية من تأثيرات الزمن والعوامل البيئية.
ويواكب هذا النشاط ما تشهده المتاحف المصرية من تطوير تنظيمي وفني، تزامنًا مع اعتماد الهيكل التنظيمي الجديد لهيئة المتحف المصري الكبير، وتسليط الضوء على روائع أخرى من العصور المصرية المتأخرة، منها القناع الجنائزي للملك بسوسنس الأول، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة المتاحف المصرية كمراكز إشعاع ثقافي وحضاري عالمي.

