عاجل

زيارة القبور للنساء … حكمها وضوابطها

زيارة القبور
زيارة القبور

من الأمور التي اعتادت عليها كثير من السيدات حيث تؤنس بها وهي زيارة القبور للأهل والأقارب سواء في الأيام العادية أو بعد صلاة العيد.

 وهو الأمر الذي اختلف فيه البعض بأن زيارة القبور للسيدات لا تجوز ومن الممكن أن ينتج عنها الكثير من المحرمات مثل النواح والبكاء بصوت مرتفع والسخط على قدر الله وذلك بسبب طبيعة فطرة المرأة ورقتها. فما حكم الشرع في ذلك؟

زيارة القبور للنساء

أجابت دار الإفتاء عن حكم زيارة القبور للنساء، أن الأصل في زيارة القبور أنها مستحبة ومندوبة للرجال والنساء؛ وتم الاستدلال بحديث النبي ( صلى الله عليه وسلم ): "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا" رواه النسائي، والبعض استدل على أن الزيارة بالنسبة للنساء لا تجوز لحديث النبي : "لَعَنَ اللهُ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ" رواه بن حبان، ولكن تم الرد بأنه محمولٌ على ما إذا كانت زيارتهن للقبور لتجديد الحزن والبكاء على ما جرت به عادتهن. 

زيارة النساء للقبور مسألة فيها اختلاف بين العلماء، ولها عدة أحكام تعتمد على الظروف والضوابط:
1. الجواز بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية:
يرى جمهور العلماء (مثل الشافعية والحنابلة وبعض المالكية) أن زيارة النساء للقبور جائزة بشرط أن يلتزمن بالضوابط الشرعية، مثل عدم الجزع أو النياحة، واللباس المحتشم، وعدم الاختلاط المبالغ فيه أو الخلوة. 

واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كنتُ نهيتُكم عن زيارةِ القبورِ، فزوروها" (رواه مسلم)، وهذا الحديث عام للرجال والنساء.

وحديث عائشة ( رضي الله عنها) عندما سألت النبي ( صلى الله عليه وسلم) : ماذا أقول إذا زرت القبور؟ علمها الدعاء المشهور: 'السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين"، رواه مسلم 

2. الكراهة:

يرى بعض العلماء (مثل بعض المالكية وبعض الحنفية) أن زيارة النساء للقبور مكروهة، بسبب الخشية من وقوعهن في الجزع أو النياحة التي قد تكون أكثر شيوعاً بين النساء.

والدليل علي ذلك: " لعن الله زوارات القبور " ( رواه الترمذى وابن ماجه) 

3. التحريم:

ذهب بعض العلماء إلى تحريم زيارة النساء للقبور استناداً إلى أحاديث مثل: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور" (رواه الترمذي). ولكن هذا الحديث فُسِّر على أنه يتحدث عن النساء اللواتي يكثرن الزيارة أو من يُحدثن منكرات أثناء الزيارة.

الضوابط الشرعية لزيارة القبور بالنسبة للنساء

•الالتزام باللباس الشرعي المحتشم.
•عدم رفع الصوت بالبكاء أو النحيب.
•الابتعاد عن الاختلاط غير المباح أو غير الضروري.
•أن تكون الزيارة بغرض التذكّر والاتعاظ، وليس لأي غرض آخر.

وبناء على ذلك فالراجح عند كثير من العلماء أن زيارة النساء للقبور جائزة إذا التزمن بالضوابط الشرعية، مع استحباب أن تكون الزيارة قليلة أو عند الحاجة (مثل زيارة قبر قريب أو تذكُّر الآخرة).
• ومع ذلك، إذا كان يُخشى من الوقوع في الجزع أو مخالفة الشرع، يُستحب تجنُّب الزيارة.

ما الذي يستحب عند زيارة القبر؟

يُستحب للمسلم أن يُلقي السلام على أهل القبور ويدعو لهم، كما ورد في الأحاديث النبوية. 

الدعاء للميت

ومن الأدعية الواردة عن النبي ﷺ: عن بريدة رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ يُعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية." رواه مسلم.

كما يُستحب الدعاء بالرحمة والمغفرة للميت، كأن تقول: "اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسّع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقّهم من الخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس".

3-كما ينبغي للمسلم أن يتذكر الموت ويأخذ العبرة عند زيارة القبور، ويحرص على الدعاء لنفسه وللمسلمين بالثبات وحسن الخاتمة.

التحدث إلى الميت أثناء الزيارة

الأفضل في كل الأحوال الالتزام بالمقاصد الشرعية من زيارة القبور، وهي تذكر الآخرة، والدعاء للميت، وعدم الانشغال بما لا ينفع.

وعن سؤال عن يجوز زيارة القبور في الأعياد ؟، يستحب زيارة القبور للرجال والنساء في يوم العيد وغيره؛ فهي صلة للأموات؛ كما أنه يستحب صلة الأحياء في العيد وغيره أيضًا.

والممنوع على الرجال والنساء جميعًا زيارة القبور في العيد على أنها "عبادة خاصة بالعيد''.

تم نسخ الرابط