عاجل

في كل مرحلة فاصلة من عمر الوطن، يبرز دور المواطن كفاعلٍ رئيسي في صياغة مستقبله، ولا تأتي هذه الفرص كثيرًا، بل تُمنح في لحظات حاسمة، مثلما هو الحال في انتخابات مجلس النواب القادمة. فالمشاركة في هذه الانتخابات ليست مجرد حق، بل واجب وطني وقومي لا يمكن التهاون فيه.
الصوت الانتخابي ليس مجرد ورقة توضع في صندوق، بل هو تعبير صريح عن الإرادة الشعبية، ورسم مباشر لطبيعة المرحلة المقبلة. والنواب الذين سيتم انتخابهم هم من سيمثلون صوت المواطن تحت قبة البرلمان، ويتحدثون باسمه، ويشرّعون القوانين التي تمس حياته اليومية، وتؤثر في مستقبله وأولادِه.
في المقابل، فإن العزوف عن المشاركة لا يُعبر عن رفض أو احتجاج كما يظن البعض، بل هو تنازل صريح عن الحق الدستوري في الاختيار، وترك المجال لغيرك كي يقرر عنك. فحين لا تُشارك، تُسهم – دون أن تدري – في ضياع فرصتك لاختيار الأصلح، وتضع مستقبلك في يد من لا يمثل تطلعاتك.
لقد كفل الدستور للمواطن حق الانتخاب، لكنه لم يُرد أن يبقى هذا الحق حبرًا على ورق، بل دعانا إلى ممارسته بوعي ومسؤولية. فالمشاركة في الانتخابات هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها النظام الديمقراطي، وهي الأداة التي من خلالها يُحاسب المواطن ويُقيّم أداء من يمثله.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى صوت كل مواطن. إلى حضور فاعل يعبّر عن وعي جمعي يدرك أهمية دوره في بناء مؤسسات الدولة. فلا مكان للتخاذل، ولا وقت للتردد. ومهما كان رأيك أو توجهك، فإن ترجمة ذلك في صندوق الاقتراع هي الوسيلة الوحيدة للتأثير الحقيقي.
ختامًا، دعونا نتفق أن المشاركة في انتخابات مجلس النواب ليست فقط ممارسة ديمقراطية، بل هي شهادة انتماء لهذا الوطن، ومسؤولية أمام الأجيال القادمة. فـصوتك أمانة... لا تتركه للضياع.

تم نسخ الرابط