عاجل

الذهب تحت ضغط الدولار مؤقتًا.. و"محللون" الاتجاه الصاعد ما زال قائماً

الذهب
الذهب

رغم التراجع الأخير في أسعار الذهب عالميًا، فإن النظرة العامة للمعدن النفيس لا تزال إيجابية على المدى المتوسط، مدعومة بحالة عدم اليقين التي تهيمن على المشهدين السياسي والاقتصادي العالمي. 

وساهم ارتفاع الدولار الأمريكي مؤخرًا وتحسن شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر في الضغط على الذهب، غير أن تلك العوامل تبدو ظرفية في ظل استمرار الضبابية المحيطة بالسياسات الأمريكية والمخاطر الجيوسياسية.

 

ويؤكد خبراء أسواق المال أن تراجع الذهب الحالي يمثل «تصحيحًا صحيًا» بعد موجة صعود استثنائية، مشيرين إلى أن استمرار ضعف بعض العملات الكبرى وزيادة الطلب الاستثماري العالمي قد يدفع الأسعار للارتفاع مجددًا.

 

في المقابل، عزّزت التوقعات بشأن تحوّل السياسة النقدية الأمريكية نحو مزيد من التيسير جاذبية المعدن الأصفر، إذ يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد كالذهب.

 

وتتزامن هذه التطورات مع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الرابع، ما يضيف ضغوطًا إضافية على الاقتصاد ويزيد من الإقبال على الملاذات الآمنة. كما يترقب المستثمرون صدور مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في نهاية الأسبوع، وسط توقعات بأن تؤثر نتائجه على قرارات الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المقبل أواخر أكتوبر، حيث تسعّر الأسواق بالفعل خفضًا جديدًا للفائدة بنسبة تقارب 99%.

 

وفي خضم هذا المشهد المتشابك، أضافت التوترات التجارية بين واشنطن وبكين مزيدًا من الغموض، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى تفاؤلًا حذرًا بشأن التوصل إلى «اتفاق تجاري عادل» مع الصين، مع التلويح في الوقت نفسه بفرض رسوم جمركية تصل إلى 155% حال فشل المفاوضات.

 

كما وقّعت الولايات المتحدة وأستراليا اتفاقية بقيمة 8.5 مليار دولار لتطوير سلاسل توريد المعادن الأساسية وتقليل الاعتماد على الصين، في خطوة تُبرز الصراع المتصاعد على الموارد الإستراتيجية.

 

ويرى محللون أن استمرار هذه التوترات الجيوسياسية والتقلبات النقدية سيُبقي على بريق الذهب كملاذ آمن في مواجهة الأزمات، خاصة في ظل تباطؤ النمو العالمي وتزايد المخاطر السياسية.

 

وأكد سعيد إمبابي، الرئيس التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن "التراجع الحالي طبيعي ومؤقت"، مضيفًا أن السوق تشهد تذبذبًا حادًا، لكن الاتجاه العام لا يزال صعوديًا، في ظل بقاء العوامل الداعمة للمعدن النفيس قائمة — من تضخم عالمي وتوترات سياسية وضبابية نقدية.

تم نسخ الرابط