عاجل

قبل صدام أرسنال وأتلتيكو..تاريخ المواجهات الإسبانية الإنجليزية

أتلتيكو مدريد و أرسنال
أتلتيكو مدريد و أرسنال

 

مع اقتراب القمة المرتقبة بين أرسنال وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، تعود ذاكرة الجماهير إلى التاريخ الحافل الذي يجمع الأندية الإسبانية بنظيرتها الإنجليزية على الساحة القارية، مواجهة تحمل في طياتها نكهة خاصة، فهي ليست مجرد مباراة في مرحلة المجموعات أو الأدوار الإقصائية، بل فصل جديد في صراعٍ كروي ممتد منذ أكثر من نصف قرن بين مدرستين مختلفتين، الإسبانية القائمة على المهارة والاستحواذ، والإنجليزية التي تميل إلى القوة والسرعة والانضباط التكتيكي.


 

التفوق الإسباني في التاريخ الأوروبي


 

وتميل الكافة تاريخيًا بوضوح نحو الأندية الإسبانية في مواجهاتها مع الإنجليزية في أكبر البطولات الأوروبية "دوري أبطال أوروبا"، فمنذ انطلاق البطولة بصيغتها الحديثة، نجحت الأندية الإسبانية في فرض هيمنتها على المنافسات الأوروبية، خاصة ريال مدريد وبرشلونة، اللذان جمعا بين الأداء الجمالي والفعالية أمام الخصوم الإنجليز.


 

ريال مدريد يكتسح الأندية الانجليزية


 

ريال مدريد، مثلاً، واجه ليفربول ومانشستر سيتي وتشيلسي في أدوار مختلفة من البطولة خلال السنوات الأخيرة، وغالباً ما خرج منتصراً بفضل خبرته الأوروبية وثباته الذهني في اللحظات الحاسمة.


 

برشلونة يمتلك اليد العليا في أشهر المباريات


 

أما برشلونة، فكانت له اليد العليا في عدة قمم شهيرة ضد مانشستر يونايتد وأرسنال وتشيلسي، أبرزها نهائي باريس عام 2006 عندما قلب الطاولة على الجانرز لينتصر بهدفين مقابل هدف واحد ويحقق لقبه الثاني في البطولة.


 

أتلتيكو يسير على خطى قطبي الليجا


 

حتى أتلتيكو مدريد نفسه، الخصم المقبل لأرسنال، سجل حضوراً قوياً أمام الإنجليز، فقد أطاح بليفربول من دور 16 عام 2020 بعد مباراة درامية في أنفيلد، وسبق أن تجاوز تشيلسي في نصف نهائي عام2014، الروخيبلانكوس يتميز دائماً بالانضباط الدفاعي والروح الجماعية، وهي سمات جعلته خصماً مزعجاً لأي فريق إنجليزي مهما كان اسمه.


 

محطات لا تُنسى في الصراع الإسباني الإنجليزي


 

نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009 بين برشلونة ومانشستر يونايتد في ملعب الأولمبيكو بالعاصمة الايطالية روما كان عنواناً للفارق بين الفلسفتين، حيث أظهر البلاوجرانا تفوقاً كروياً واضحاً بفوزٍ سهل بثنائية بيضاء، قبل أن يُعيد السيناريو نفسه في نهائي 2011 بملعب وينبلي الشهير في العاصمة الانجليزية لندن، حينما انتصر على مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.


 

نهائي كييف الشهير


 

و تكرر المشهد ذاته ، في عام 2018، حين فاز ريال مدريد على ليفربول 3-1 في العاصمة الأوكرانية، في لقاءٍ لا يُنسى شهد تألق جاريث بيل وحضور كاريثي لحارس الريدز في ذلك الوقت" لويس كاريوس".


 

لكن رغم التفوق الإسباني، تمكنت الأندية الإنجليزية من كسر الهيمنة في بعض المناسبات، خاصة في الأعوام الأخيرة، مثل تتويج ليفربول بدوري الأبطال عام 2019، ثم تشيلسي في 2021، في إشارة إلى أن التوازن بدأ يعود تدريجياً بين المدرستين.


 

مواجهة الأسلوبين.. بين الواقعية والخيال


 

تاريخياً، تتميز الفرق الإسبانية بالاعتماد على أسلوب “الاستحواذ الإبداعي” الذي يمنحها السيطرة على الإيقاع، بينما تميل الأندية الإنجليزية إلى اللعب المباشر والضغط العالي والهجمات السريعة، هذه المواجهة بين “العقل التكتيكي” و”القوة البدنية” كانت دوماً سبباً في إثارة المباريات، إذ نادراً ما تمر دون دراما أو لحظات حاسمة في الدقائق الأخيرة.


 

أتلتيكو مدريد يمثل المدرسة الإسبانية الواقعية في مقابل “الخيال الفني” لبرشلونة و”الهيمنة التاريخية” لريال مدريد، بينما أرسنال، بقيادة ميكيل أرتيتا، بات يجمع بين اللمسة الإسبانية في بناء اللعب والطابع الإنجليزي في الإيقاع والروح القتالية، ما يجعل المواجهة المرتقبة متوازنة على الورق، ومفتوحة على كل الاحتمالات فوق أرضية ملعب الإمارات.


 
 

الاستعدادات ما قبل الصدام المرتقب


 

من الناحية النفسية، يدخل الروخيبلانكوس اللقاء متسلحاً بتاريخ طويل من الصمود أمام الإنجليز، بينما يسعى أرسنال إلى كسر حاجز “العقدة الإسبانية” التي لازمته في أكثر من مناسبة، خصوصاً بعد خسارته نهائي 2006 أمام برشلونة، الفريق اللندني يعيش حالة من النضج التكتيكي تجعله منافساً حقيقياً، لكنه يدرك أن مواجهة فريق منظم مثل أتلتيكو تتطلب تركيزاً مضاعفاً وحسماً في اللمسة الأخيرة.


 

وبينما يحمل التاريخ تفوقاً واضحاً للإسبان، فإن الواقع الحالي يشير إلى تقارب كبير في المستويات، خصوصاً مع التطور الهائل في الكرة الإنجليزية خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي، فإن صدام أرسنال وأتلتيكو لن يكون مجرد مباراة في جدول دوري الأبطال، بل اختباراً جديداً لمدى استمرار التفوق الإسباني أو بداية مرحلة جديدة تضع الكرة الإنجليزية في موقع الريادة.

تم نسخ الرابط