عاجل

هل تسحب الأسواق الخليجية البساط من تحت السوق العقاري المصري؟

العقارات
العقارات

يشهد القطاع العقاري العربي حالة من التنافس المتصاعد بين السوق المصري والأسواق الخليجية، وعلى رأسها سوق دبي، في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة وتزايد تدفقات رؤوس الأموال الباحثة عن استثمارات آمنة وعوائد مرتفعة.

ورغم الجاذبية المتزايدة للأسواق الخليجية، يؤكد خبراء أن السوق المصري لا يزال يحتفظ بعوامل تفوق تجعله أحد أقوى الأسواق في الشرق الأوسط، مدعوماً بطلب داخلي حقيقي واستثمارات مستدامة.

السوق المصري قوة قائمة على الطلب المحلي

قال المهندس فتح الله فوزي، رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن السوق المصري يتمتع بقوة استثنائية ترتكز على الطلب الحقيقي، الناتج عن الزيادة السكانية المستمرة، إذ تدخل نحو مليون أسرة جديدة سنويًا سوق البحث عن السكن.

وأوضح أن هذه القاعدة السكانية العريضة تخلق طلبًا متجددًا لا يتأثر كثيرًا بالتقلبات العالمية، ما يجعل من العقار في مصر استثمارًا طويل الأجل.

سوق دبي يتفوق في تصدير العقار وجذب الأجانب

في المقابل، يشير فوزي إلى أن سوق دبي أصبح نموذجًا عالميًا في تصدير العقار بفضل التشريعات المرنة، البنية التحتية المتطورة، وحزم الحوافز الاستثمارية، إلى جانب الإعفاءات الضريبية ونظام الملكية الحرة للمستثمرين الأجانب.

وأكد أن دبي نجحت في تحويل العقار إلى منتج عالمي، إذ تصل نسبة المشترين الأجانب إلى نحو 80% من إجمالي مبيعات السوق.

العملة المحلية ميزة تنافسية لمصر

قال إبراهيم عبدالمُعنم، رئيس شركة يونايتد كونسلتنج، إن انخفاض قيمة الجنيه المصري خلال العامين الماضيين أعطى السوق المصري ميزة تنافسية كبيرة، وجعل أسعار العقارات أكثر جذبًا للمستثمرين الخليجيين والأجانب مقارنة بدبي والرياض.

وأشار إلى أن المستثمرين العرب يعيدون توجيه بوصلتهم نحو مصر للاستفادة من فارق العملة والعوائد الإيجارية المرتفعة، وهو ما أنعش مبيعات السوق المحلي مؤخرًا.

مشروعات قومية تدعم جاذبية السوق المصري

أوضح علاء الشيخ، الخبير العقاري، أن توسع الدولة المصرية في المشروعات القومية والمدن الجديدة – مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة – يعزز من استدامة السوق، خاصة مع تركيز هذه المشروعات على البنية التحتية والتخطيط العمراني طويل المدى.

وأكد أن السوق المصري يعتمد على طلب محلي حقيقي بنسبة تفوق 80%، ما يجعل نموه طبيعيًا ومستدامًا مقارنة بالأسواق الأخرى التي تعتمد على استثمارات خارجية أو مضاربات.

تكامل لا تنافس.. لكل سوق مزاياه

قال الخبير العقاري أحمد كوتي إن السوق العقاري الإقليمي يشهد حاليًا إعادة رسم لخريطة الاستثمار، وليس صراعًا مباشرًا، مشيرًا إلى أن كل سوق بات يجذب شرائح مختلفة من المستثمرين بحسب أهدافهم.

وأوضح أن دبي تقدم بيئة استثمارية متكاملة واحترافية تجذب رؤوس الأموال العالمية، بينما تقدم مصر فرصًا استثمارية بتكلفة أقل وعائد أعلى، خاصة للمستثمرين العرب الراغبين في تنويع محافظهم.

 

تم نسخ الرابط