عاجل

متخصصة في الأمن القومي الأمريكي: عودة ترامب إلى السلطة تعني انقلابًا سريعًا في السياسة الأمريكية.. وتهديداته تضع الملف النووي في مهب الريح

النواوي الإيراني
النواوي الإيراني

في ظل التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران، ومع عودة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الحكم، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا فيما يتعلق بالمستقبل القريب للاتفاق النووي الإيراني، وذلك بعدما وجه ترامب تهديدات مباشرة لإيران في حال عدم توصلها إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، مع إمكانية فرض رسوم جمركية ثانوية وقصف عسكري.
 

وقال ترامب في مقابلة مع NBC News: "إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف"، مشيرا إلى إمكانية إعادة فرض قيود اقتصادية، على غرار إجراءاته السابقة.
 

في هذا التقرير يكشف الخبراء لـ "نيوز رووم"، السيناريوهات المحتملة لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني وكيفية تأثير هذه التطورات على العلاقات الدولية في المنطقة وذلك عقب تهديدات ترامب الأخيرة وردود فعل إيران على هذه الضغوط.
 

 

تقول إيرينا تسوكرمان، المحامية المتخصصة في الأمن القومي الأمريكي والمحللة السياسية، إن عودة الرئيس الأمريكي الـ47، دونالد ترامب، إلى منصبه مع تأكيده لموقفه الصارم تجاه إيران، عبر تهديدات مباشرة وإعلانه عن العودة إلى حملته الضاغطة الشهيرة، يضع مصير الاتفاق النووي الإيراني في دائرة الشك من جديد.
 

وأضافت تسوكرمان في تصريحات لـ "نيوز رووم"، أنه في ظل تصاعد التحدي الإيراني، وتوسع برنامجها النووي، والتغيرات في المشهد الجيوسياسي، من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تطورات حاسمة، حيث سيعتمد مستقبل الاتفاق النووي على الحسابات الاستراتيجية لإيران، ردود الأفعال من القوى العالمية، والسياسة الأمريكية المتطورة تحت قيادة ترامب.

وتابعت أن إيران في الوقت الراهن أمام مفترق طرق، حيث يمكنها إما المضي قدمًا في تسريع برنامجها النووي والتصعيد الإقليمي، أو تبني نهج أكثر تكتيكيًا، يتضمن تأجيل المواجهة مع تعزيز موقفها التفاوضي، موضحة أنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تسريعًا للأنشطة النووية الإيرانية، مثل تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من الأسلحة، مع تقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 

وأكملت أنه في ذات الوقت، ستستمر إيران في استخدام الميليشيات بالوكالة في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط لزيادة الضغط على واشنطن وحلفائها. كما من المرجح أن تسعى إيران لتوسيع الفجوة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، مع تعزيز علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع الصين وروسيا.

وأوضحت أن عودة ترامب إلى السلطة تعني انقلابًا سريعًا في السياسة الأمريكية، حيث سيتوقف أي محاولة لإعادة إحياء الحوار مع إيران، ليعود الضغط الاقتصادي والعسكري بأقصى قوة، موضحة أن الولايات المتحدة ستقوم بفرض عقوبات أشد على إيران، مع التركيز على قطاعي النفط والطاقة، كما ستواصل تعزيز التحالفات الإقليمية، خصوصًا مع إسرائيل والسعودية والإمارات.

وتابعت أنه من جهة أخرى، لا يقتصر مصير الاتفاق النووي الإيراني على واشنطن وطهران فقط، بل سيتأثر أيضًا بالردود الدولية، حيث تواجه أوروبا تحديًا كبيرًا في محاولة موازنة ضغوط ترامب مع رغبتها في الحفاظ على الاتفاق النووي.

وأكملت أن الدول الأوروبية الكبرى مثل فرنسا وألمانيا قد تسعى لتسوية دبلوماسية، لكن سيكون من الصعب عليها التصدي للعقوبات الأمريكية دون التأثير على مصالحها الاقتصادية، مشيرة إلى أنه في المقابل، ستستفيد الصين من الوضع الراهن، حيث ستستمر في تعزيز علاقاتها مع إيران، مستغلة الفرصة للحصول على تنازلات اقتصادية.

من جانبه أشار عقيل عباس، الباحث في الشؤون السياسية الأمريكية، إلى أن التوترات المستمرة بين إيران والولايات المتحدة تثير تساؤلات حول رد إيران على الضغوط المتجددة من الإدارة الأمريكية. 

وأضاف في تصريحات لـ "نيوز رووم"، أنه حتى الآن، لم تخرج معلومات مؤكدة عن هذا الرد، لكن من الواضح أن الرسالة الإيرانية تحمل نبرة سلبية، مضيفا أن إيران تركز بشكل أساسي على ملفها النووي وتدعو لاستئناف المفاوضات غير المباشرة حوله، دون التطرق بشكل جدي إلى القضايا الأخرى مثل ملف الصواريخ والنفوذ الإقليمي الإيراني، وهي الملفات التي تركز عليها الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب.

وتوقع عباس أن تواصل إيران تمسكها بمواقفها دون تقديم تنازلات كبيرة، مما يعزز احتمالية أن يتجه الوضع نحو مواجهة عسكرية. وفيما يتعلق بتصاعد التوترات، أشار عباس إلى أنه من المحتمل أن يتم تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، مما يزيد من الحشد العسكري.

 وأشار إلى أن إيران قد تظل تختبر جدية الولايات المتحدة في تنفيذ تهديداتها العسكرية، بالإضافة إلى التعاون مع إسرائيل في هذه المسألة بعيدًا عن التصريحات السياسية، من خلال التحضيرات العسكرية على الأرض.

وأضاف عباس أنه مع اقتراب المواجهة، قد تضطر إيران إلى تقديم تنازلات إذا شعرت بجدية التهديدات الأمريكية، وتأكدت أن الحل الوحيد لتجنب التصعيد العسكري هو الاستجابة لهذه التهديدات.

تم نسخ الرابط