شمال الكاميرون.. مقتل 4 مدنيين بانفجار عبوة ناسفة أثناء عودتهم من الحقول

قتل 4 أشخاص في أقصى شمال الكاميرون جراء انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع، وفقًا لما أفادت به مصادر محلية.
انفجار عبوة ناسفة يودي بحياة 4 مدنيين شمال الكاميرون
وذكر علي شيخ جبرين، عمدة بلدة هيلي أليفا الواقعة على الحدود مع نيجيريا، لموقع "أكتو كاميرون" الإخباري، أن الضحايا كانوا في طريق عودتهم من الحقول على متن عربة، عندما انفجرت بهم عبوة ناسفة زرعها مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى جماعة "بوكو حرام".
وقد وقع الانفجار بين بلدتي ناجا وكارينا، مما أدى إلى مقتل الركاب الأربعة على الفور.

جماعة "بوكو حرام" المتطرفة
وتشهد منطقة أقصى الشمال الكاميروني، المتاخمة للحدود النيجيرية، تدهورًا أمنيًا متواصلاً في السنوات الأخيرة، حيث تتكرر فيها الهجمات وعمليات الاختطاف التي تنفذها جماعة "بوكو حرام" المتطرفة.
وتعد هذه الحادثة الأحدث في سلسلة الهجمات الدموية التي تتعرض لها منطقة أقصى الشمال الكاميروني، والتي تعاني منذ سنوات من وضع أمني هش بسبب النشاط المتصاعد للجماعات المسلحة، وعلى رأسها "بوكو حرام" التي تنشط في المناطق الحدودية بين الكاميرون ونيجيريا.
من هي جماعة بوكو حرام؟
تعرف جماعة "بوكو حرام" رسميًا باسم "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، وهي حركة إسلامية سلفية جهادية مسلحة تأسست في نيجيريا عام 2002، على يد محمد يوسف.
ومع تصاعد نشاطها، أعلنت مبايعتها لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عام 2015، لتصبح تعرف لاحقًا باسم "ولاية غرب إفريقيا"، ويطلق عليها محليًا باللغة الهوساوية اسم "بوكو حرام"، والذي يعني "التعاليم الغربية حرام".
الأهداف والخلفيات الاجتماعية
ومنذ تأسيسها، تبنت الجماعة هدف تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، ورفضت التعليم العلماني والنموذج الغربي، معتبرة إياه تهديدًا للإسلام.
وقد وجدت الجماعة أرضًا خصبة للانتشار في أوساط المسلمين بشمال نيجيريا، الذين يعانون من التهميش الاقتصادي وتمركز الثروة والنفوذ في الجنوب المسيحي، حيث تهيمن النخبة السياسية على الموارد والسلطة.

التحول نحو العنف والانقسام الداخلي
وبعد مقتل مؤسسها محمد يوسف على يد القوات النيجيرية في يوليو 2009، تولى أبو بكر شيكاو قيادة الجماعة، وقادها نحو نهج أكثر تطرفًا ودموية، خلال تلك الفترة، نفذت الجماعة مئات الهجمات ضد المدنيين وقوات الأمن، مما أسفر عن عشرات الآلاف من القتلى، وبلغت ذروتها في عام 2014 عندما قتلت أكثر من 6600 شخص.
الجرائم والانتهاكات الإنسانية
وتعد بوكو حرام من أكثر الجماعات دموية في العالم، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي، وقد ارتكبت الجماعة مجازر مروعة، من أبرزها قتل 59 تلميذًا حرقًا في فبراير 2014، واختطاف 276 تلميذة من مدرسة في شيبوك بولاية بورنو في أبريل من العام، في واحدة من أبشع الهجمات التي أثارت صدمة دولية.
الأثر الإقليمي والإنساني
ومنذ بدء التمرد عام 2009، تسبب الصراع في تشريد أكثر من 2.3 مليون شخص داخل نيجيريا، بالإضافة إلى نزوح ما لا يقل عن 250 ألف شخص إلى الدول المجاورة مثل الكاميرون، تشاد، والنيجر، كما أدى نشاط الجماعة إلى أزمات غذائية حادة وموجات مجاعة في المناطق المتأثرة بالنزاع، مما عمق المعاناة الإنسانية.

ولا تزال بوكو حرام تمثل تهديدًا أمنيًا وإنسانيًا كبيرًا في غرب إفريقيا، حيث يمتد نفوذها العنيف عبر حدود نيجيريا إلى الكاميرون، النيجر، وتشاد، رغم الجهود الإقليمية والدولية لاحتوائها.