الإفتاء توضح حكم من لم يدفع زكاة الفطر في موعدها.. هل يجوز إخراجها بعد العيد؟

في عيد الفطر يتساءل كثير من المسلمين عن حكم تأخير زكاة الفطر، وهل يمكن إخراجها بعد صلاة العيد؟ في هذا الصدد، أكدت دار الإفتاء المصرية أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادر، ويجب إخراجها قبل صلاة العيد، إلا أن من تأخر في دفعها يظل ملزمًا بإخراجها، وإن كان قد وقع في الإثم بسبب التأخير دون عذر.

حكم تأخير زكاة الفطر

وأوضحت دار الإفتاء أن زكاة الفطر عبادة مالية تُفرض على المسلمين، وتهدف إلى تطهير الصائم من أي تقصير قد يكون وقع فيه خلال شهر رمضان، وكذلك إدخال الفرحة على الفقراء والمحتاجين يوم العيد. لذلك، فإن وقتها الشرعي ينتهي بصلاة العيد، والتأخير عن هذا الموعد من دون سبب يعد مخالفةً للسنة النبوية.

هل هناك كفارة على المتأخر في إخراج زكاة الفطر؟

وأكدت دار الإفتاء أن من تأخر في دفع زكاة الفطر بعد صلاة العيد دون عذر شرعي، فإنه يكون قد وقع في إثم التأخير، لأن الزكاة شرعًا يجب أن تصل إلى مستحقيها قبل العيد، حتى يتمكنوا من الاستفادة منها في يوم الفرح. ومع ذلك، لا تسقط الزكاة بالتأخير، بل يجب على المسلم إخراجها في أقرب وقت ممكن.
 

أما عن الكفارة، فقد أوضحت الإفتاء أنه لا توجد كفارة إضافية على من تأخر في إخراج زكاة الفطر، لكنه ملزم بدفعها على الفور بنية القضاء، وليس الأداء. إلا أن بعض العلماء أشاروا إلى أن المسلم الذي تعمد التأخير بلا سبب مشروع قد يُستحب له التصدق بمبلغ إضافي كنوع من جبر التقصير، لكنه غير ملزم بذلك شرعًا.

ماذا لو كان التأخير بعذر؟

إذا كان الشخص قد تأخر لعذر مشروع، مثل عدم توفر المال في الوقت المحدد، أو عدم تمكنه من العثور على مستحقين، فلا إثم عليه، لكنه يبقى ملزمًا بدفعها فور زوال العذر، لأن زكاة الفطر لا تسقط بالتأخير.

أفضل طريقة لتعويض التأخير

لمن تأخر عن إخراج زكاة الفطر، تنصح دار الإفتاء بسرعة دفعها إلى الفقراء والمحتاجين بمجرد التذكر، حتى تحقق الغاية منها، وهي سد حاجة المحتاجين. ويمكن إعطاؤها نقدًا أو عينًا حسب ما هو أنفع للمستحقين، وذلك بحسب ظروف كل زمان ومكان

مقدار زكاة الفطر

تقدر زكاة الفطر بمقدار صاع من غالب قوت البلد، أي ما يعادل حوالي 2.5 كجم من الأرز أو القمح أو غيرهما من الحبوب. وأجازت دار الإفتاء إخراجها نقدًا بما يعادل قيمتها المالية، نظرًا لأن ذلك قد يكون أكثر نفعًا للفقراء، خاصةً في العصر الحالي حيث يحتاج الكثيرون إلى المال لشراء ما يلزمهم.

حكمة زكاة الفطر

تهدف زكاة الفطر إلى تحقيق التكافل الاجتماعي، حيث تُدخل السرور على قلوب الفقراء والمحتاجين في يوم العيد، وتساعدهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية. كما أنها تُكمل صيام المسلم، وتكفر عن أي خطأ أو تقصير وقع فيه أثناء الصيام.

الالتزام بإخراجها في موعدها

ختامًا، شددت دار الإفتاء على ضرورة الالتزام بإخراج زكاة الفطر في وقتها المحدد، وعدم تأجيلها إلا لعذر قهري، حتى تحقق هدفها الأساسي في دعم المحتاجين وإدخال الفرحة عليهم قبل العيد، مؤكدةً أن إخراجها بعد موعدها لا يعفي المسلم من المسؤولية، وإن كان يظل مقبولًا على سبيل القضاء وليس الأداء.