عاجل

في ذكرى رحيله.. أنيس منصور الفيلسوف الذي طاف العالم بالكلمة

أنيس منصور
أنيس منصور

 

تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب والأديب والفيلسوف الكبير أنيس منصور، أحد أبرز أعلام الفكر والثقافة في مصر والعالم العربي، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 21 أكتوبر عام 2011، عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد صراع مع الالتهاب الرئوي. 

وبرحيله فقدت الساحة الثقافية أحد أهم الأصوات التي جمعت بين الفلسفة والأدب والصحافة، لكنه ترك وراءه إرثًا فكريًا وأدبيًا لا يزال حاضرًا بقوة حتى اليوم، ينهل منه القرّاء وتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل.

ميلاد أنيس منصور 


ولد أنيس منصور في 18 أغسطس عام 1924 (وليس 1948 كما يُشاع خطأً)، ونشأ في بيئة ريفية بسيطة، بدأ فيها مشواره بحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، وهو ما كوّن لديه ذائقة لغوية مبكرة،  كان شغوفًا بالمعرفة والثقافة، فأتقن عدة لغات أجنبية من بينها الإنجليزية، الإيطالية، الفرنسية، الروسية، والألمانية، ما أتاح له الاطلاع الواسع على الثقافات العالمية، وساعده في ترجمة عشرات الكتب إلى اللغة العربية.
تميّز أنيس منصور بكونه قلمًا موسوعيًا جمع بين عمق الفلسفة وجمال الأدب وسلاسة الصحافة، فكتب في الفكر والسياسة والثقافة والفلسفة وعلم النفس وحتى الاقتصاد. وقد ساعدته صداقاته ومجالسته لكبار المفكرين المصريين مثل طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم على تطوير أسلوبه الفريد، الذي امتاز بالذكاء والدهاء الأدبي والقدرة على طرح الأفكار بأسلوب بسيط يصل إلى كل قارئ.

أعمال أنيس منصور 


لم يكن أنيس منصور كاتبًا فحسب، بل كان رحالة من الطراز الأول، إذ جاب العالم ودوّن تجاربه في سلسلة من كتب الرحلات التي أصبحت من كلاسيكيات الأدب العربي، أبرزها:"حول العالم في 200 يوم"، "اليمن ذلك المجهول"، "أنت في اليابان وبلاد أخرى"، وغيرها من الكتب التي مزجت بين الثقافة والمغامرة والتأمل الفلسفي. كما اهتم بكتابة الأعمال الغرائبية التي تناولت عوالم الأشباح وأسرار الكون، ما أضاف إلى مسيرته جانبًا مثيرًا من الإبداع.


وفي مجال الترجمة، قدّم للمكتبة العربية ترجمات لأعمال كبرى، من بينها 9 مسرحيات و5 روايات و12 كتابًا لفلاسفة أوروبيين، بينما حظيت مؤلفاته باهتمام عالمي، حيث تُرجمت إلى عدد من اللغات، أبرزها الإنجليزية والإيطالية.

 


أما في الدراما، فقد تحولت بعض أعماله الأدبية إلى مسلسلات ناجحة لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، منها: "مين اللي ميحبش فاطمة"، "غاضبون وغاضبات"، و"الماضي يعود"، بالإضافة إلى أكثر من 13 مسرحية عُرض عدد كبير منها على المسرح القومي.

 

تم نسخ الرابط