أفضل عروض الأزياء في أسبوع شنغهاي للموضة لربيع وصيف 2026

شهدت السنوات الأخيرة صعود شنغهاي لتصبح واحدة من أبرز عواصم الموضة العالمية، محوّلة آسيا إلى قبلة لعشاق الأناقة وأسلوب الحياة الراقي. المدينة لم تعد مجرد مركز اقتصادي وثقافي، بل صارت منصة حقيقية للإبداع والابتكار في عالم الموضة، حيث يلتقي المصممون المحليون والعالميون لعرض رؤاهم وإعادة تعريف الفخامة المعاصرة. أسبوع الموضة في شنغهاي أصبح حدثاً ينتظره المتابعون والمشترون على حد سواء، لما يحمله من تصاميم جريئة، تجارب حسية، وابتكارات تمزج بين الحرفة التقليدية والروح العصرية. ولهذا، نسلط الضوء اليوم على أربعة عروض استثنائية جسّدت تنوع الرؤى الإبداعية وروح التجديد في المدينة.

مجموعة Jacques Wei
قدّم جاك وي Jacques Wei عرض يؤكد أن الفخامة والعفوية يمكن أن تتعايشا بانسجام آسر. مجموعة ربيع وصيف 2026، التي صممها خلال عشرين يوماً فقط، لم تحمل أي أثر للعجلة، بل جسّدت نضجاً تصميمياً يجمع بين الحس الجمالي، الدعابة، والجرأة الحسية التي تميّز أسلوبه. اختار وي تقديم العرض خارج الجدول الرسمي، في أجواء حميمة تعكس رؤيته الخاصة للترف المعاصر.

استلهم المصمم من ثمانينيات القرن الماضي روح البذخ والجرأة في الأزياء، لكنه أعاد ترجمتها بلغة عصرية خالية من التكرار. برزت الأقمشة الغنية مثل البروكاد الحريري بألوان الأزرق الليلي والذهبي، وتزينت التصاميم بالتطريز والخرز اللامع الذي أضفى على القطع بريقاً أنثوياً مترفاً. كما أعاد وي صياغة مفهوم الكتف القوي بأسلوب ناعم ومتوازن، يجمع بين البناء الكوتوري والانسيابية الحديثة، ليقدّم أناقة بورجوازية راقية تتسم بالحيوية واللعب.
اللافت هذا الموسم كان استخدامه لقماش الجيرسيه، الذي سمح له بابتكار فساتين درابية وانسيابية تتناقض جمالياً مع دقّة التقطيع في البدل والتنانير. النتيجة جاءت مجموعة تنبض بالطاقة والثقة، تعبّر عن مصمم يجرّب من دون أن يفقد هويته. في زمن تميل فيه الموضة إلى التحفّظ، يذكّرنا جاك وي بأن الجرأة حين تتوازن مع الحرفة، تولّد الجمال في أبهى صورها.

مجموعة Oude Waag
افتتح المصمم جينغوي ين أسبوع الموضة في شنغهاي لموسم ربيع وصيف 2026 بعرض لعلامته Oude Waag حمل طاقة تجديد واضحة ورسّخ مكانته كأحد أبرز أصوات الجيل الصاعد في الموضة الصينية. العرض قدّم قراءة متقنة للعلاقة بين الإخفاء والكشف، وهو محور طالما شكّل جوهر أسلوب ين. فقد تلاعب المصمم بالشفافية والخطوط المعمارية، مقدّماً تنانير مستقيمة من الكريب تتصل بأحزمة من التول الحريري تكشف الخصر بخفة، وفساتين تلتف حول الجسد كمنحوتات متحركة، تتلاعب فيها أقمشة الجورجيت والحرير بحركة الهواء والضوء.

تميّزت المجموعة بإتقان فني يوازن بين البناء والنزعة الحسية، لتتحول القطع إلى تكوينات نحتية تتنفس حرية وأناقة. في الوقت نفسه، سعى ين إلى مزيد من الواقعية في التصاميم، فخفّف من حدة القصّات الحادة لصالح خطوط أكثر انسيابية وملاءمة للحياة اليومية، من دون المساس بروح العلامة الجريئة.
أبرز ما ميّز المجموعة كان إدخاله للأقمشة الساتينية الهيكلية التي منحت القطع حجماً وانسيابية في آن، لتبدو كـ"منحوتات معمارية متحركة". وفي ختام العرض، بدت الفساتين وكأنها تحلّق بعيداً عن الجسد، خفيفة ومهيبة في الوقت نفسه. بهذه المجموعة، يثبت جينغوي ين أنه يصوغ الجمال من البنية، ويمنح الشكل حريته من خلال الفكر والحرفة.

مجموعة Ao Yes
قدّم الثنائي أو ييس Ao Yes ، أوستن وانغ ويانسونغ ليو، عرضاً استثنائياً جمع بين الحِرفية والدفق الحراري للمدينة، ليحوّل الحرارة إلى عنصر تصميمي يعكس الراحة والحسية والتجدد في العلامة. عرف الثنائي منذ سنوات بالدقة المتناهية في تفصيل السترات على طراز ماو والبناطيل المكبّرة، لكن هذه المجموعة جاءت لتخفف من الصرامة دون التفريط بالوضوح، لتجربة خفيفة للحرية داخل بنية ثابتة.
تميزت تصاميم الرجال بانسيابية غير متوقعة: شورتات قصيرة وبناطيل مقصوصة عند منتصف الساق ارتبطت بأحذية مفتوحة وقمصان خفيفة تحت السترات المصممة بعناية، محافظة على الشكل دون فرض القيود. أما النساء، فجاءت التحولات أكثر وضوحاً: فساتين كايباو مستلهمة من التراث، مصنوعة من جاكارد متلألئ أو أقمشة شبه شفافة، بين خطوط تلامس الجسم وانسيابية خفيفة، مزيج يعكس حساً جديداً من الجرأة والراحة.
استلهم المصممان جزءاً من الحداثة الرومانسية للكاتب يو دافو، لكن ليس عبر النوستالجيا المباشرة، بل من خلال موقف يفيض بالسهولة والشاعرية، يظهر في بريق الساتان، وانحناءات الرقبة، وحركة الحواف الفضفاضة. المجموعة توازن بين الدقة الفكرية لعلامة أو ييس والدفء الإنساني، لتثبت أن الأناقة يمكن أن تتنفس، وأن الحرية المدروسة تمنح التصاميم حياة جديدة، مليئة بالرغبة والراحة والثقة بالنفس.

مجموعة Yirantian
قدمت المصممة ييرانتيان Yirantian قوه في أسبوع الموضة في شنغهاي لموسم ربيع وصيف 2026 مجموعة توازن بين الرصانة والنعومة، بعيداً عن المسرحيات البصرية الكبرى التي ميّزت عروض المدينة الأخرى. 

ركزت قوه على المرأة الواقعية، تلك التي تبحث عن الجمال في الراحة، الذكاء، والأصالة، مما جعل تصاميمها تحظى بإعجاب المحررين والمشترين على حد سواء.
اعتمدت المصممة على استكشاف التناقضات بين الحدة والانسيابية، العقلانية والعاطفة، من خلال تباين الأقمشة والأشكال. فتحت المجموعة بقطع مفصّلة بدرجات الرمادي والدخان، تتخللها لمسات من الألوان الباستيلية والباودرية، مع قصّات دقيقة وأقمشة منسابة تضيف شعوراً بالهدوء والحركة. التفاصيل الدقيقة مثل ياقة منقسمة على شكل جرس، أو لمحة من الحرير تحت تنورة صوفية، أو البريق الخافت للساتان، أبرزت حس قوه للتفاصيل والمفاجآت الهادئة.