صلة الرحم في العيد.. عبادة تقرب العبد من ربه وتبارك في الرزق

تعد صلة الرحم من العبادات العظيمة التي حث عليها الإسلام، وجعلها سببا في رضا الله سبحانه وتعالى ونيل البركة في العمر والرزق.
 

وتتجلى أهمية هذه العبادة بشكل خاص في أيام العيد، حيث يجتمع الناس على المحبة والتواصل، وتتجسد معاني التراحم والتآخي التي أمر بها الشرع الحنيف.

أهمية صلة الرحم في الإسلام

أكدت الشريعة الإسلامية على ضرورة الحفاظ على صلة الرحم، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (النساء: 1). كما حذر النبي محمد ﷺ من قطيعة الرحم، وبيَّن أن القاطع محروم من رحمة الله، فقال في حديثه الشريف: “لا يدخل الجنة قاطع” (متفق عليه). وهذا يدل على عِظَم هذه العبادة ومكانتها في الإسلام.

صلة الرحم في العيد.. تطبيق عملي لأوامر الله

يأتي العيد ليكون فرصة عظيمة لإحياء سنة صلة الرحم، فهو مناسبة يملؤها الفرح والتسامح والتواصل بين الأهل والأقارب. ومن صور صلة الرحم في هذه الأيام المباركة: زيارة الأهل، والتواصل مع من تعذَّر لقاؤه، والإحسان إلى الأقارب المحتاجين، والسؤال عن كبار السن، وإدخال السرور إلى قلوبهم.
 

وقد بيَّن النبي ﷺ فضل صلة الرحم في الحديث الصحيح: “من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه” (رواه البخاري ومسلم). وهذا دليل على أن صلة الرحم سبب لزيادة البركة في العمر واتساع الرزق، مما يجعلها من أهم أسباب الخير في حياة الإنسان.

الآثار الإيجابية لصلة الرحم في العيد

• تحقيق رضا الله ومغفرته: فمن يصل رحمه يُثاب بالأجر العظيم، ويفوز برضا الله ومغفرته.
• البركة في العمر والرزق: كما وعد النبي ﷺ في حديثه، فإن الله يبارك في حياة من يصل رحمه، ويزيد في رزقه.
• تعزيز روح التسامح والمودة: فالعيد فرصة لفتح صفحة جديدة مع الأقارب، وحل النزاعات، ونشر المحبة بينهم.
• إدخال السرور على الأهل والأقارب: وهو من أعظم القربات إلى الله، خاصة إذا كان بين الأرحام من هو محتاج أو مريض أو مهموم

ويستدل بذلك :

صلة الرحم ليست مجرد عادة اجتماعية، بل هي عبادة عظيمة تُقرب العبد من ربه، وتُبارك في حياته، وتزيد من المحبة بين الناس. والعيد هو الوقت الأمثل لإحياء هذه العبادة، وتذكير النفس بواجبها تجاه الأهل والأقارب. فكما نفرح بقدوم العيد، علينا أن نجعل غيرنا يفرح بنا من خلال صلتنا بهم، حتى ننال رضا الله وفضله في الدنيا والآخرة