فضل إخراج الزكاة في موعدها وتأثيرها على الإنسان.. أمينة الفتوى تُوضح

أكدت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على الفضل العظيم لإخراج الزكاة، مشيرة إلى أن التهرب منها أو محاولة تقليل النصاب لا يتفق مع منزلة المسلم في تعامله مع الله.
تعامل العباد مع الله ينقسم إلى ثلاثة أنواع
وقالت السعيد، خلال لقائها عبر قناة الناس، إن تعامل العباد مع الله ينقسم إلى ثلاثة أنواع: المحبين، والتجار، والعبيد، موضحة أن المحبين هم الذين لا يكتفون بأداء الواجبات، بل يزيدون عليها، مستشهدة بسيدنا أبي بكر الصديق حين تصدق بكل ماله.
وتابعت بأن التجار هم الذين يعملون لينالوا الثواب والمردود، بينما العبيد هم الذين يتعاملون مع الله خوفاً من العقاب، فيؤدون القدر المفروض عليهم من الزكاة بالضبط دون زيادة أو نقصان، معتبرة هذه أدنى درجة في التعامل مع الإنفاق.
تطهير المال وتكافل المجتمع
أكدت أمينة الفتوى أن الزكاة لها فضل كبير على الشخص نفسه، لكونها طُهرة لماله، وتنقيته من "أي حاجة زي الحسد"، مشيرة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة"، مما يدل على أن الصدقات تعود بالنفع على الفرد وأسرته.
ونوهت إلى أن البركة في المال لا تقتصر على الزكاة المفروضة، مشيرة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في المال لحقاً غير الزكاة"، داعية إلى مساعدة الجائع والمحتاج حتى لو كان المسلم قد أخرج زكاته، معتبرة ذلك من حقوق الإنسان على أخيه.
الزكاة لها نفع كبير على المجتمع
كما أوضحت أن الزكاة لها نفع كبير على المجتمع، حيث تخلق روحاً من الإخوة والتكافل والتراحم، مما يعمل على تحقيق توازن في المجتمع ما بين الناس وبعضها، مؤكدة على الجانب الاقتصادي للزكاة، حيث تمثل إعادة لتوزيع الأموال.
وشددت على أن المال يجب ألا يكون حكراً على طبقة الأغنياء، لأن هذا التفاوت يؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الحسد، واختتمت بأن الشريعة الإسلامية فيها حكمة عظيمة جداً في توزيع كل الأرزاق، وأن الالتزام بها يؤدي إلى الرضا والسعادة في الحياة.
بيان فضل الزكاة
شرع اللهُ الزكاةَ في الأموال وأوجبها على مَن مَلَك النِّصاب، إذا خَلَت ذمتُه من الدَّين، وكان المال فائضًا عن حاجته ومَن يعول، ومضى عليه الحول بالأشهر العربية؛ طُهرةً للأموال، وزيادةً لها، وتزكيةً لنفس صاحبها مِن الذنوب وسيِّئِ الأخلاق، قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: 103]، فقوله: "﴿ تُطَهِّرُهُمْ﴾صفةٌ لصدقة... والتزكية: مبالغةٌ في التطهير وزيادةٌ فيه، أو بمعنى الإنماء والبركة في المال"، كما قال الإمام الزَّمَخْشَرِي في "الكشاف"