السفير صلاح حليمة: القاهرة تتحرك عبر 4 مسارات متكاملة لضمان الاستقرار

أكد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، أن العلاقات بين مصر والسودان تتسم بخصوصية فريدة تستند إلى ثوابت الجغرافيا والتاريخ والروابط الاجتماعية والثقافية، مشيرًا إلى أن هذا الارتباط الوثيق يتعمق بفضل نهري النيل والبحر الأحمر اللذين يمثلان محورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة.
لقاء استراتيجي بين وزيري الخارجية
وأوضح «حليمة»، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «اليوم» المذاع عبر قناة DMC، أن اللقاء الذي جمع وزيري خارجية مصر والسودان جاء في توقيت بالغ الأهمية، حيث تناول مجموعة من الملفات الحيوية، على رأسها العلاقات الثنائية والأزمة السودانية وملف سد النهضة الإثيوبي.
وأشار صلاح حليمة إلى أن الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا والإمارات تتحرك حاليًا نحو عقد اجتماع موسع في واشنطن خلال الشهر الجاري لمناقشة تطورات الأزمة السودانية، مؤكدًا أن الرؤية المصرية أصبحت هي المرجعية الأساسية التي تتبناها الأطراف الدولية في التعامل مع الوضع بالسودان.
أربعة مسارات لحل شامل
وبيّن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر تطرح رؤية متكاملة لحل الأزمة السودانية من خلال أربعة مسارات رئيسية: «المسار الأمني الذي يهدف إلى تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار، والمسار الإنساني الذي يركّز على توفير المساعدات والإغاثة للمناطق المتضررة، والمسار السياسي الذي يدعو إلى حوار سوداني– سوداني شامل يضم جميع المكونات السياسية والمجتمعية دون إقصاء، بالإضافة إلى مسار إعادة البناء والإعمار الذي يهدف إلى دعم مؤسسات الدولة السودانية وتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي».
القاهرة تدعم الحوار الشامل
وشدد السفير صلاح حليمة على أن القاهرة تؤمن بأن الحل السوداني يجب أن يكون سودانيًا خالصًا، بعيدًا عن أي إملاءات خارجية، وهو ما تعكسه دعوتها الدائمة إلى حوار وطني شامل يجمع مختلف الأطياف السياسية والمجتمعية في السودان.
وحدة السودان واستقراره
وأشار صلاح حليمة إلى أن مصر تبذل جهودًا مكثفة لخلق أرضية توافقية بين الفرقاء السودانيين، بما يضمن الحفاظ على وحدة السودان واستقراره ويحول دون تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني منذ اندلاع الصراع.
استعداد مصري للإعمار والدعم الإنساني
ولفت نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية إلى أن الاجتماع الأخير بين الجانبين المصري والسوداني لم يقتصر على مناقشة وقف إطلاق النار أو القضايا الإنسانية فحسب، بل امتد ليشمل ملفات إعادة البناء والتعافي المبكر، حيث أبدت القاهرة استعدادها الكامل للإسهام في مجالات الصحة والتعليم والمياه دعمًا للشعب السوداني.
كما أكد أن مصر وسودان اتفقتا على رفض الإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا بشأن سد النهضة، سواء في عمليات الملء أو التشغيل، لما تمثله من انتهاك واضح للقانون الدولي ولـ«مبادئ إعلان الخرطوم» الموقّع بين الدول الثلاث عام 2015.