مدارس تبدأ تطبيق الإنذارات.. خبراء: الأرقام الرسمية لحضور الطلاب مبالغ فيها

بدأت عدد من المدارس مع انطلاق العام الدراسي الحالي في إعلان قوائم بأسماء الطلاب الذين تجاوزوا نسب الغياب المقررة، في خطوة تستهدف تعزيز الانضباط داخل المؤسسات التعليمية وتفعيل لائحة التقويم التربوي التي تنص على اتخاذ إجراءات تصاعدية ضد المتغيبين.
ورغم تشديد إدارات المدارس على ضرورة الحضور اليومي الكامل وربط الغياب بدرجات أعمال السنة، يرى خبراء التربية أن الحل لا يكمن في العقوبات التقليدية، بل في تطوير منظومة التعليم وجعل المدرسة أكثر جاذبية للطلاب.
المتابعة السبيل للحفاظ على تعليم جيد
من جانبه، قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج وعضو المجالس القومية المتخصصة، إن وزارة التربية والتعليم ورثت مشكلة خطيرة تتمثل في انقطاع عدد كبير من التلاميذ عن الدراسة، مشيرًا إلى أن الوزارة تبذل جهودًا حقيقية لمعالجة هذه الظاهرة والحفاظ على انتظام العملية التعليمية.
وأوضح "شحاتة" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الوزارة اتبعت عدة أساليب لضمان انتظام الدراسة، من بينها توفير معلمين متخصصين، وتقليل كثافات الفصول، ووضع ضوابط للانضباط المدرسي، إلى جانب ربط الحضور بالدرجات والأنشطة والمشاركة الفعلية للطلاب داخل الفصول.
وأكد أستاذ المناهج، أن ما يبقى هو المتابعة الجادة من الإدارات التعليمية والمدارس لضمان استمرار هذه الجهود والحفاظ على جودة التعليم، مشددًا على أن هذه السياسات تسهم في رفع الأعباء المادية عن الأسر المصرية وتحقق التزامًا وجدية من جانب الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء.
الحلول التقليدية لن تعيد الطلاب للمدارس
فيما قال الخبير التربوي الدكتور مجدي حمزة، إن ما أعلنه وزير التربية والتعليم بشأن وصول نسبة حضور الطلاب في المدارس إلى 88% لا يعكس الواقع الفعلي، مؤكدًا أن النسبة الحقيقية في مدارس التعليم الثانوي لا تتجاوز 50%، بينما تصل في المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال فقط إلى تلك النسبة المعلنة.
وأوضح "حمزة" في تصريحات خاصة لـ"نيوز روم"، أن الأرقام التي تُرفع إلى الوزارة قد تكون دقيقة من حيث السجلات الرسمية، لكنها لا تعبر عن الحضور الفعلي داخل الفصول، مشيرًا إلى أن كثيرًا من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية يعتمدون على الدروس الخصوصية ولا يلتزمون بالحضور المدرسي، خاصة في صفوف النقل.
وأشار إلى أن التلويح بإجراءات مثل تحويل الطلاب الغائبين إلى نظام المنازل أو خصم درجات أعمال السنة هي إجراءات روتينية مطبقة منذ عشرات السنين، ولم تحقق نتائج ملموسة في رفع نسب الحضور.
وأكد الخبير التربوي أن الحل لا يكمن في العقوبات أو الخصم من الدرجات، بل في التفكير خارج الصندوق وتقديم أنشطة جاذبة تجعل المدرسة بيئة محببة للطلاب، موضحًا أن أي إجراءات تقليدية قد تنجح جزئيًا في مرحلة التعليم الابتدائي، لكنها لن تحل مشكلة الغياب في الإعدادي والثانوي إلا من خلال تطوير شامل لمفهوم التعليم المدرسي وربطه باحتياجات الطلاب الفعلية.