فارس منصور يروي لـ«نيوز رووم» تفاصيل إنقاذه سيدة من الموت تحت قطار المنيا

وقف الزمن في لحظات لا تتجاوز الثواني، عند مزلقان مغاغة شمال محافظة المنيا، حين امتزج صوت القطار القادم بسرعةٍ جنونية بصيحات المارة وصرخات الخوف، قبل أن يظهر البطل الحقيقي وسط المشهد، رجل بسيط يرتدي زي العمل، لم ينتظر أو يفكر، فقط تحرك بدافع إنساني فطري أنقذ به روحًا من الموت المحقق.
ذلك الرجل هو فارس منصور، مراقب برج بمزلقان مغاغة، ابن مركز ببا بمحافظة بني سويف، الذي لم يكن يعلم أن يوم عملٍ عادي سيجعله حديث مصر كلها.
لحظات الرعب
يروي فارس لـ نيوز رووم، تفاصيل الموقف بصوتٍ لا يزال يحمل ارتجاف الحدث قائلاً: "الحادثة كانت لحظة مرور القطار رقم 983 القادم من أسوان ومتجه للقاهرة، وفجأة لقيت بنت بتعدي وهي بتتكلم في الموبايل، وأنا كنت واقف أتابع شغلي، وفوجئت إنها خلاص داخلة على السكة والقطر داخل بسرعة".
لم يتردد فارس للحظة، وكأن غريزة الإنقاذ سيطرت على تفكيره بالكامل قائلًا: "لقيت نفسي بجري عليها وبشدها، هي خلاص كانت هتضيع، مؤكد مليون في المية إن حياتها كانت هتنتهي في اللحظة دي."
العناية الإلهية والتصرف التلقائي
يستكمل فارس حديثه لـ نيوز رووم، عن المشهد الذي وصفه بـ الثواني التي مرّت كالعمر كله قائلًا: "لولا العناية الإلهية كنا الاتنين انتهينا، أنا شدّيتها ووقعنا على السكة، وبعدها قومتها بسرعة، ومكنتش مصدقة إنها لسه عايشة ".
بينما ضاف فارس، أنه لم يفكر فارس في الخطر الذي يقترب منه هو الآخر، فقد كان كل ما يشغل باله هو إنقاذ حياة تلك السيدة قائلًا: "ما فكرتش في أي حاجة، غير إني أنقذها، حسّيت إنها خلاص هتضيع، وجريت من غير ما أدرك إن القطر ممكن ياخدنا إحنا الاتنين " .
بطل من واقع الحياة
تلك الثواني القليلة صنعت قصة إنسانية عظيمة، ومشهدًا بطوليًا تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، مشيدين بشجاعة الرجل الذي تحدّى الخطر من أجل إنقاذ حياة لا يعرفها.
فارس منصور، البالغ من العمر 42 عامًا، متزوج وأب لستة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، لم يعتبر نفسه بطلًا، بل قال ببساطة: "عملت اللي أي إنسان ممكن يعمله لو شاف روح بتهرب من بين إيديه " .
مشهد لن يُنسى
بعد انتشار مقاطع الفيديو التي وثّقت الحادثة، تحوّل فارس إلى رمز للشجاعة في زمن السرعة واللامبالاة، مشهد المزلقان لم يكن مجرد واقعة عابرة، بل لحظة تذكّرنا بأن البطولة لا تحتاج سوى قلب صادق، وعزيمة لا تعرف الخوف.