وفاة عامل أثناء تكسيره محل شاورما بمدينة طنطا بمحافظة الغربية

لم تهدأ بعد أصداء الحريق المروع الذي شب منذ أيام في محل الشاورما الشهير بشارع محمد فريد بمدينة طنطا، حتى عاد المكان نفسه ليشهد مأساة جديدة تفطر القلوب وكأن الحزن اختار هذا العنوان ليقيم فيه فلا تزال آثار اللهب عالقة على الجدران ورائحة الدخان لم تغادر المكان، حين سقطت كتلة خرسانية ضخمة فوق أحد العمال أثناء أعمال الهدم لتسلبه حياته في لحظة واحدة وتعيد للأذهان مشاهد الفزع التي لم ينسها أهالي المنطقة.
العامل إدوارد.. لم يكن يعلم أن القدر يخبئ له نهاية مأساوية
يدعى العامل إدوارد من أبناء محافظة المنيا مركز ملوي جاء إلى طنطا حاملًا أحلام البسطاء في رزق حلال ومستقبل آمن، وكان يقيم في مشروع مصطفى كامل ويعمل بجد داخل الموقع لإعادة تأهيل المحل بعد الحريق الأخير لكنه لم يكن يعلم أن القدر يخبئ له نهاية مأساوية بين الركام والغبار، حيث فوجئ الجميع بانهيار جزء من السقف أثناء إزالة بقايا البناء فسقطت كتلة خرسانية ثقيلة على جسده ليسقط صريعا في الحال.
وتجمهر العمال وزملاؤه في لحظات من الصدمة والعجز وحاولوا رفع الأنقاض عنه لكن الأوان كان قد فات ومع وصول قوات الشرطة والحماية المدنية تم استخراج الجثمان ونقله إلى مشرحة مستشفى طنطا الجامعي، بينما خيم الحزن على المكان وساد الذهول بين الأهالي الذين لم يصدقوا أن المكان الذي نجا من الحريق قبل أيام سقط فيه شاب بريء بعد أربعة أيام فقط.
وأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في الواقعة للوقوف على أسباب الانهيار والتأكد من سلامة إجراءات الهدم والتجديد داخل المحل، كما طلبت تحريات المباحث حول تراخيص العمل والتأكد من التزام القائمين على المشروع بمعايير الأمان والسلامة في مواقع العمل وتم التحفظ على موقع الحادث لحين انتهاء التحقيقات.
ويقول أحد أصحاب المحال المجاورة إن المشهد مأساوي بكل تفاصيله فالمكان لم يكد ينجو من النار حتى سقط على رأس أحد العاملين، وأضاف آخر أن القدر كان قاسيًا على الشاب إدوارد الذي جاء ليكسب قوته فخسر حياته بينما أصبحت واجهة المحل شاهدة على وجع متكرر بين نيران الأمس وركام اليوم.
ويؤكد سكان المنطقة أن ما حدث رسالة يجب أن تُسمع لأن أرواح العمال ليست أرقامًا في محاضر التحقيقات بل أمانة في أعناق كل من يوقع على تراخيص البناء والهدم، ووسط الحزن الذي خيم على شارع محمد فريد تبقى صورته ماثلة في الأذهان شاب جاء يبحث عن لقمة العيش فعاد في صمت إلى مثواه الأخير ضحية قدر قاسٍ وإهمال لم يرحم.