إعادة تمثيل جريمة "المنشار" بالإسماعيلية أمام جهات التحقيق لكشف ملابسات الحادث

أعادت جهات التحقيق بمحافظة الإسماعيلية، اليوم، تمثيل وقائع الجريمة المعروفة إعلاميًا بـ"قضية المنشار"، التي راح ضحيتها الطفل محمد أحمد محمد مصطفى، طالب المرحلة الإعدادية، على يد زميله يوسف أيمن، داخل منزل الأخير بمنطقة المحطة الجديدة بمدينة الإسماعيلية.
إعادة تمثيل جريمة "المنشار" بالإسماعيلية
وجاءت عملية التمثيل تحت إشراف النيابة العامة، وبحضور فريق من الأدلة الجنائية والطب الشرعي، وسط تأمين أمني مشدد، حيث جرى إعادة تمثيل جريمة "المنشار" بالإسماعيلية خطوة بخطوة، بدءًا من استدراج المجني عليه، مرورًا بارتكاب الجريمة داخل المنزل، وصولًا إلى محاولة التخلص من الجثمان بعد تقطيعه.
وتهدف عملية التمثيل إلى مراجعة أقوال المتهم ومقارنتها بالأدلة المادية التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة، والتأكد من كيفية تنفيذ الواقعة وتوقيتها ودوافعها، تمهيدًا لإعداد التقرير النهائي حول تفاصيل الحادث.
كما تواصل جهات التحقيق جمع الأدلة الفنية وتقارير الطب الشرعي وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة القريبة من موقع الجريمة، تمهيدًا لإحالة القضية إلى القضاء فور استكمال التحقيقات.
وتعد هذه الخطوة استكمالًا لسلسلة الإجراءات التي تباشرها النيابة العامة لكشف جميع أبعاد وملابسات الجريمة التي هزّت الرأي العام المصري وأثارت حالة من الحزن العميق بين أهالي الإسماعيلية.
الاعترافات الأولى في جريمة "المنشار" بالإسماعيلية: "كلت حتة من لحمه طعمها زي البانيه"
تباشر النيابة العامة بالإسماعيلية التحقيق في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها المحافظة، بعد أن أقدم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا على قتل زميله البالغ 12 عامًا داخل منزله بمنطقة المحطة الجديدة، وتقطيع جثته إلى ستة أجزاء باستخدام منشار كهربائي، قبل أن يضعها داخل حقيبته المدرسية ويتخلص منها على مراحل في مناطق متفرقة خلف مول كارفور.
العثور على أشلاء آدمية لطفل مجهول الهوية
كانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغًا من أحد المواطنين بالعثور على أشلاء آدمية لطفل مجهول الهوية ملقاة وسط المخلفات، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث الإسماعيلية حيث تم فرض طوق أمني على المنطقة ورفع الأدلة الجنائية.
وبفحص البلاغ تبين أن الأشلاء تعود للطفل محمد أحمد محمد، تلميذ بالمرحلة الإعدادية من قرية نفيشة، والذي كانت أسرته قد حررت محضرًا بتغيبه عن المنزل منذ الأحد 12 أكتوبر، عقب خروجه من المدرسة وعدم عودته.
وتشكل فريق بحث موسّع لتتبع خط سير الطفل المتغيب، حيث أظهرت كاميرات المراقبة أنه كان بصحبة زميله يوسف أيمن (13 عامًا) حتى دخلا معًا منزل الأخير بمنطقة المحطة الجديدة، وهو ما أثبت كذب رواية الطفل المتهم حين زعم أنه افترق عن صديقه قرب أحد المطاعم.
وبمداهمة منزل الطفل المتهم، عثرت الأجهزة الأمنية على ملاية ملطخة بالدماء وقبعة تخص المجني عليه، وبمواجهته بالأدلة انهار واعترف تفصيليًا بارتكابه الجريمة.
وقال الطفل في اعترافاته أمام النيابة: "هو اتخانق معايا وضربني بكاتر.. مسكت الشاكوش وخبطته على دماغه.. مات.. خفت ومكنتش عارف أعمل إيه"، وأضاف في تفاصيل صادمة: "جبت الصاروخ الكهربا بتاع أبويا النجار وقطّعته حتة حتة عشان أعرف أشيله.. حطيته في شنطة المدرسة ورحت أرميه ورا كارفور"، ثم تابع ببرود أثار ذهول المحققين: "كلت حتة من لحمه.. طعمها كان زي البانيه!".
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم تأثر بمشاهد أحد الأفلام الأجنبية العنيفة على تطبيق هاتفي قبل أيام من الحادث، حيث أوضح أنه شاهد فيلمًا بعنوان ديكستر يدور حول قاتل متسلسل يقطع ضحاياه بنفس الطريقة، وهو ما دفعه لتقليد المشهد في جريمته.
كما كشفت التحريات أن الطفل يعيش في ظروف أسرية مضطربة؛ فوالده يعمل نجارًا ويغيب عن المنزل لفترات طويلة، بينما والدته منفصلة ومتزوجة من آخر، ما ترك أثرًا نفسيًا بالغًا على الطفل ودفعه نحو سلوك عدواني منحرف.
وأكدت مصادر أمنية أن المتهم استخدم المنشار الكهربائي في تقطيع الجثمان إلى ستة أجزاء صغيرة، وضعها داخل أكياس بلاستيكية سوداء، ثم في حقيبته المدرسية، وألقى الأشلاء على مراحل في مناطق مختلفة لإبعاد الشبهات عنه.
وأمرت النيابة بعرض الطفل على الطب النفسي الشرعي لتحديد مدى سلامة قواه العقلية وقت ارتكاب الجريمة، وتمثيل الواقعة بحضور قيادات أمنية من مديرية أمن الإسماعيلية.
وأظهرت التحقيقات أن الجريمة لم تكن بدافع السرقة أو الانتقام، بل كانت نتاج اضطراب نفسي وتأثر مباشر بمحتوى عنيف عبر الإنترنت، لتكشف عن مأساة تتجاوز حدود الجريمة نفسها، حيث واجه المجتمع صدمة حقيقية حين تحول طفل في عمر الزهور إلى قاتل متأثر بفيلم رعب.
ولا تزال النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في القضية تمهيدًا لإحالة المتهم إلى الجهات المختصة واتخاذ الإجراءات القانونية حياله.