اللواء محمد زكي الألفي.. قائد الدبابات الذي كتب اسمه في سجل نصر أكتوبر

بين أبطال العبور الذين صنعوا ملحمة السادس من أكتوبر 1973، يبرز اسم اللواء محمد زكي الألفي كأحد القادة الذين قادوا معارك الشرف والبطولة على ضفاف القناة وفي عمق سيناء، مجسدًا روح الجندية المصرية في أبهى صورها.
ولد محمد زكي عام 1942 في القاهرة لأسرة عسكرية، فكان القدوة الأولى له والده الضابط في الجيش المصري، الذي غرس فيه قيم الانضباط والانتماء، والتحق بالكلية الحربية عام 1960، وتخرج ضمن دفعة متميزة التحق أفرادها بسلاح المدرعات، حيث ظهرت منذ البداية كفاءته القتالية وقدرته على القيادة في الميدان.
مع اقتراب لحظة الحسم عام 1973، تولى اللواء زكي قيادة لواء مدرع في الجيش الثالث الميداني، وأشرف بنفسه على تدريب رجاله على العبور الليلي واستخدام الدبابات في أرض صعبة، مؤمنًا بأن “الإعداد الجيد هو نصف النصر”.
وفي 6 أكتوبر 1973، قاد زكي دباباته الأولى لعبور قناة السويس تحت غطاء مدفعي كثيف، ثابتًا في مقدمة الصفوف، مطمئنًا جنوده وموجهًا نيرانه نحو مواقع العدو.
نجح في تنفيذ عملية عبور دقيقة وسريعة أربكت القوات الإسرائيلية، وأسهمت في فتح ثغرة قوية على الجبهة، ممهدة الطريق لتقدم القوات المصرية داخل سيناء.
بفضل إصراره وتكتيكاته المحكمة، تمكن لواؤه من تدمير عدد كبير من دبابات العدو، وتأمين مواقع استراتيجية ساعدت في ترسيخ خطوط الدفاع المصرية على الضفة الشرقية.
ظل اللواء محمد زكي بعد الحرب رمزًا للقائد الميداني الذي يجسد شرف العسكرية المصرية، ورمزًا للبطولة الهادئة التي تصنع التاريخ دون ضجيج.