عاجل

لماذا رفعت الحكومة أسعار البنزين والسولار؟.. تحرك لضبط الدعم

البنزين
البنزين

في خطوة تعكس توجه الحكومة نحو تحقيق التوازن المالي ومواكبة التطورات العالمية في سوق الطاقة، شهدت مصر مؤخرًا زيادة جديدة في أسعار البنزين والسولار خلال أكتوبر الجاري، ضمن آلية التسعير التلقائي التي تعتمدها الدولة لمراجعة الأسعار. 

 

وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم تقلبات في أسعار النفط وتغيرات في سعر الصرف، ما دفع الحكومة إلى إعادة تقييم دعم الوقود لتقليل الفجوة بين الأسعار المحلية والعالمية وضمان استدامة المالية العامة. ويرى خبراء اقتصاديون أن القرار، رغم تأثيراته المحدودة على تكاليف النقل والإنتاج، يمثل ضرورة لضبط الدعم وترشيد استهلاك الطاقة وتعزيز كفاءة السوق.

 

وأكد خبراء اقتصاديون أن قرار الحكومة برفع أسعار البنزين والسولار خلال أكتوبر الجاري يأتي في إطار خطة مالية واقتصادية تستهدف تحقيق التوازن بين الأسعار المحلية والعالمية، وتقليص أعباء الدعم على الموازنة العامة للدولة.

 

وأشار الخبراء إلى أن أسعار الوقود في مصر لا تزال أقل من نظيرتها في الأسواق العالمية، وهو ما يجعل الدولة تتحمل عبئًا متزايدًا نتيجة فروق الأسعار، لافتين إلى أن الزيادة الأخيرة تهدف إلى تقليل هذا الفارق تدريجيًا دون تحميل المواطنين أعباء كبيرة.وأوضحوا أن لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية، التي تراجع الأسعار كل ثلاثة أشهر، تعتمد على ثلاثة محددات رئيسية وهي متوسط الأسعار العالمية للنفط، وسعر صرف الجنيه أمام الدولار، وتكاليف النقل والتكرير، وبناءً على هذه المعادلة جاءت الزيادة الأخيرة بنسبة محدودة تراوحت بين 15% و18%.

 

وأضاف الخبراء أن القرار يأتي أيضًا ضمن توجه الدولة لترشيد دعم المواد البترولية الذي يستنزف عشرات المليارات من الجنيهات سنويًا، حيث تعمل الحكومة على إعادة توجيه هذا الدعم إلى قطاعات أكثر أولوية مثل التعليم والصحة والحماية الاجتماعية.كما اعتبر الخبراء أن الخطوة تسهم في تعزيز الانضباط المالي وخفض عجز الموازنة وتحسين التصنيف الائتماني لمصر، إلى جانب تشجيع ترشيد استهلاك الطاقة والتوسع في استخدام البدائل مثل الغاز الطبيعي والكهرباء في وسائل النقل والصناعة.

 

وأشاروا إلى أن ضبط هيكل أسعار الوقود يعزز مناخ الاستثمار في قطاع الطاقة، ويضمن استمرار الشركات العاملة في السوق المصرية في تحقيق التوازن التشغيلي، مما يدعم خطط الدولة نحو التحول إلى مركز إقليمي للطاقة خلال السنوات المقبلة.

تم نسخ الرابط