كمال زاخر لـ " نيوز رووم " : الأنبا باخوميوس قاد الكنيسة بحكمة فى وقت يتسم بالحساسية والدقة

قال المفكر القبطي، كمال زاخر، إن الراحل الأنبا باخوميوس قاد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بحكمة شديدة في وقت غاية في الحساسية ، وأكد أن باخوميوس له مواقف عدة عظيمة في تاريخ الكنيسة وقد قادها في موقفين غاية فى الحساسية والدقة ، الأول حين تم تعيينه فى اللجنة الخماسية، التى تم تعيينها ضمن قرارات الرئيس السادات فى 5 سبتمبر 1981 ، ترتيبا على قرار عزل البابا شنودة الثالث وقنها، حتى تكون حلقة اتصال بين الكنيسة والدولة ، مشيرا إلى أنه كان من أوائل رسامات الأنبا شنودة، وهو رفيق مشوار قداسته منذ كانا علمانيان.
وأضاف زاخر في تصريحات خاصة لـ" نيوز رووم " لم يكن الأنبا باخوميوس في اللجنة الخماسية منذ البداية، لكن تم تعيينه لاحقاً، ليحل محل الأنبا صموئيل، الذى استشهد فى حادث المنصة فى اكتوبر ١٩٨١، وصار الأنبا باخوميوس دينامو العمل فيها لخبراته وعلاقاته الطيبة مع الاباء الاساقفة ومع الدولة.
أما الثانية، حين اختير ليكون قائم مقام البابا الراحل، بعد اعتذار الانبا ميخائيل مطران اسيوط، وكانت تلك الفترة من أصعب الفترات التى مرت بها مصر والكنيسة، إذ شهدت قيام ثورة يناير وما تلاها من أحداث جسيمة واضطرابات وقلاقل، ثم قفز الاخوان على السلطة وما حمله هذا من متاعب ومخاوف. وعلى جانب أخر، شهدت الكنيسة صراعاً محتدماً على خلافة البابا شنودة، وبرزت أسماء عديدة لكنه أدار الأزمة بحكمة وهدوء وحزم لتنتهى بانتخاب وتعيين الأنباتواضروس، وتخرج الكنيسة بسلام فى المرتين.
وكانت الكنيسة الأرثوذكسية ، أعلنت أمس الأول ، وفاة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ، بعد حياة حافلة بالعطاء للكنيسة والوطن، عن عمر قارب 90 سنة، وخدم خلالها الكنيسة لأكثر من 70 سنة خادمًا وشماسًا مكرسًا وراهبًا وأسقفًا ومطرانًا، منها حوالي ٥٤ سنة في خدمة الرعاية الأسقفية.
وترأس البابا تواضروس الثاني قداس التجنيز أمس الأول في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، في حضور عدد كبير من الكهنة والأساقفة وشعب الكنيسة.
وتم نقل جثمان المتنيح الأنبا باخوميوس إلى مطرانية البحيرة أمس الأول ، حيث ألقى الأساقفة والكهنة وشعب الكنيسة نظرة الوداع .
وصلى البابا تواضروس ، صلاة التجنيز للمرة الثانية على الأنبا باخوميوس في مطرانيته أمس ، وحضر الصلاة الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، واللواء محمود هويدى مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة، والدكتور حازم الديب نائب محافظ البحيرة، والعميد أ.ح حسام شبل المستشار العسكري، ووفد الأزهر الشريف وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والقيادات الأمنية والتنفيذية والدينية.
ونعى قداسة البابا تواضروس الثاني في كلمته شيخ المطارنه الراحل الفقيد الأنبا باخوميوس ، وأكد أنه سيظل كما كان قلبا كبيرا يجمعنا، وأن تعاليمه ستكون دائما نصب أعيننا لنا ولكل تلاميذه وأبنائها، وأنه من قام بإنشاء إيباراشية البحيرة وتوابعها، والعمل على ترسيخ القيم الروحية والوطنية، وان مسيرته المضيئة امتدت لعقود في خدمة الكنيسة والمجتمع.
وأعربت الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، بكل حزن عن خالص تعازيها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولجموع الشعب المصري، وأشادت بدور الأنبا باخوميوس في نشر قيم المحبة والتسامح، وتعزيز روح الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن، وأنه كان نموذجًا مضيئًا للقيادة الروحية، وكرّس حياته لخدمة الكنيسة والمجتمع، وترك إرثًا خالدًا من الحكمة والمحبة والتواضع.
وعقب صلوات التجنيز توجه جثمان الفقيد الأنبا باخوميوس إلى دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي في البحيرة، وذلك لاتمام مراسم الدفن، والمقررة في تمام الساعة الثانية بعد ظهر اليوم.