الحديث عن الماضى يأخد منا كل الحاضر بل ويجعلنا محصورين فى عالم من الذكريات سواء كانت جيدة ام سيىء ، ومن هذا المنطلق جاء مسمى التغذى على الذكريات ، بمعنى انك تعيش عمرك كله متخذا من موقف معين او ذكرى فائتة معبرا لاستمرار حياتك كلها ، فهاهو رجل يعيش مع زوجته ورغم تغير المعاملة والحياة كلها الا انه يتناسى كل افعالها الحالية ويعيش فى البدايات حينما كانت تمنحه كل الحب وتدفعه دفعا نحو النجاح واعتلاء القمة الوظيفية والحياتية ، لاينسى لها ابدا وقفتها بجواره فى ايام الشقاء والضنك ويتغاضى فى الوقت الحالى عما يسميه بصغائر الافعال ويردد بين نفسه لها معى رصيد من الذكريات اتغذى به ويساعدنى على غض بصرى عن ماتفعله الان والتمس لها ألف عذر واسعد معها لانها اسعدتنى فى وقت ماكانت سعادتى تسبب لها الالم والعذاب والشقاء . وعلى النقيض من ذلك نجد هناك من ينكرون الطيب من القول او ربما يتناسوه ويتذكروا السيء فقط من اجل التغذى على ذكريات سيئة لتبرير افعالهم وبعدهم عن ذويهم . بين التغذى على الذكريات بشقيها الطيب والسيء هناك دوما مبررات لدى اصحابها فمن يتناسى ويغفر يرى بعين قلبه ويضع حياته فى برواز كبير لايجد فيه مكان السيىء فكل مافى هذا البرواز يحمل الخبر ويؤكد على ان المحبة تبتلع الكراهية وان الحب الحقيقى لايفسح مجالا لاى منقوصات اخرى وبأن من يحب يغفر ويعفو ومن لم يفعل ذلك فلم يعرف المعنى الحقيقى للحب والتسامح والمحبة القائمة على مبدأ التماس الاعذار وليس تراكم المشاعر السلبية واعلاءها لتصير مع الوقت جبل تراكمات سلبية تجرف الحياة جرفا وتجعل من الاحباب اعداء ومن الاصدقاء غرباء ومن الاخوة عابرو سبيل . بين التغذى على الذكريات بشقيها الحسن والسيء هناك قلب مفعم بالغفران على قناعة بأن ماكان اساسه نقاء فهو قادر على ابتلاع الشوائب والضغائن وقادر ايضا على تحويل معكرات صفو الحياة الى نهر جارف من المشاعر الايجابية ومواجهة عواصف الغدر والخيانة والتقلب العاطفى ولما لا فنهر التسامح لاتغيره التقلبات الحياتية والمزاجية لانه نهر نابع من نبض الخير ويستمد قوته من مشاعر السماحة والمحبة والعفو …