عاجل

يهود يقيمون في جبال جرزيم بمدينة نابلس.. ما هي الطائفة السامرية؟

الطائفة السامرية
الطائفة السامرية

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير الفلسطيني ذي الديانة اليهودية نادر صدقة، المنتمي للطائفة السامرية، ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، التي تمت في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويعد نادر صدقة حالة نادرة في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، حيث كان الأسير الوحيد من الطائفة السامرية، وهي إحدى أصغر الطوائف الدينية في العالم، ويقيم أفرادها بين جبل جرزيم في مدينة نابلس ومدينة حولون القريبة من تل أبيب، ويبلغ عددهم حوالي 841 شخصًا بحسب إحصائيات عام 2020.

نادر صدقة
الأسير الفلسطيني نادر صدقة

ما هي الطائفة السامرية؟

يعد السامريون هم أصغر طائفة دينية معروفة عالميًا، يتخذون من قمة جبل جرزيم المعروفة أيضًا بجبل الطور قرب نابلس مقرًا دينيًا لهم، يؤمن السامريون أنهم السلالة الأصلية لبني إسرائيل الذين دخلوا الأرض المقدسة فلسطين بعد خروجهم من مصر والتيه في صحراء سيناء لأربعين عامًا.

وكلمة "سامري" تعني المحافظ، ويؤكد السامريون أنهم يحتفظون بالتوراة الأصلية لبني إسرائيل، التي لم تحرف، ومنها يستمدون تاريخهم وتعاليمهم، وهم يرفضون وصفهم باليهود، ويعتبرون أنفسهم أتباع النبي موسى الحقيقيين.

وتظهر المقارنة بين التوراة السامرية واليهودية وجود نحو سبعة آلاف اختلاف، من أبرزها الخلاف على مكان القدسية؛ حيث يرى السامريون أن جبل جرزيم هو الموقع المقدس، وليس القدس كما يؤمن اليهود. كما أن ديانتهم لا تقوم على التبشير أو نشر العقيدة.

يمتلك السامريون طريقة فلكية خاصة لحساب الأوقات والمناسبات الدينية، ويعتقدون أن قمة جبل جرزيم هي مركز العالم، ويستخرجون منها حساباتهم بدقة.

التوزيع السكاني والهوية

يبلغ عدد أفراد الطائفة السامرية نحو 785 شخصًا، منهم 385 يعيشون في جبل جرزيم، بينما يقطن 400 في مدينة حولون داخل الأراضي المحتلة، وهي منطقة انتقلوا إليها قبل أكثر من مئة عام بهدف تحسين أوضاعهم الاقتصادية.

ترتبط الطائفة بعلاقات وثيقة مع المجتمع النابلسي، ويتحدثون باللهجة النابلسية، كما يشتركون مع أهالي نابلس في العديد من العادات الاجتماعية والتقاليد، بالإضافة إلى وجود تعاون اقتصادي كبير بين الجانبين.

ويبتعد السامريون عن الانخراط في العمل السياسي، وينأون بأنفسهم عن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يعبرون عن إيمانهم بالسلام، ويؤمنون بأن السلام لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، مشددين على أن للشعب الفلسطيني حقًا في نيل حريته كغيره من شعوب العالم.

انتماء السامريين للشعب الفلسطيني

ويؤكد السامريون انتماءهم للشعب الفلسطيني، ويرفضون أن يصنفوا كيهود، وقد خصص لهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مقعدًا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996.

وكونهم طائفة أقلية، فقد منحتهم سلطات الاحتلال الهوية الإسرائيلية، غير أنهم تمسكوا بجنسيتهم الفلسطينية ورفضوا التخلي عنها، كما يحمل معظمهم الجنسية الأردنية أيضًا.

ورغم صغر عددهم، لم يسلم السامريون من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في منطقة سكنهم على جبل جرزيم، الذي تُقسم مناطقه إداريًا وفق اتفاق أوسلو إلى مناطق A وB وC. 

كما تغلق سلطات الاحتلال المنطقة المرتفعة من الجبل، المعروفة بـ"قلعة العالم"، والتي تُعد وجهة حج رئيسية للسامريين لأداء طقوسهم وشعائرهم.

ومنذ عقود، تقوم سلطات الاحتلال بعمليات تنقيب أثرية في تلك المنطقة بهدف طمس أي أدلة تثبت قدسية جبل جرزيم لدى بني إسرائيل، في محاولة لتثبيت الرواية اليهودية التي تعتبر القدس مركز القداسة.

كما اتخذ السامريون من جبل جرزيم مقرًا دائمًا لهم منذ أواخر ثمانينيات القرن العشرين. في السابق، كانوا يقيمون في البلدة القديمة لمدينة نابلس، وتحديدًا في حي "حارة السمرة". وأُقيم أول منزل سامري على جبل جرزيم في عام 1961.

العبادات والطقوس الدينية للسامرين 

للديانة السامرية طقوس وصلوات خاصة تُقام على مدار الأسبوع، ويُعد يوم السبت أكثر الأيام قداسة، حيث تبدأ صلواتهم مساء الجمعة وتستمر حتى مساء السبت. وتُؤدى الصلاة بعد وضوء يشبه وضوء المسلمين، وتتضمن حركات من الركوع والسجود، ويرتدي المصلون زيًا أبيض يعرف باسم "القمباز".

ويصوم السامريون يومًا واحدًا في السنة بشكل كامل عن الطعام والشراب وحتى الكلام، ويقع هذا اليوم في نهاية شهر أكتوبر من كل عام. 

أعياد السامرين

ويمتلك السامريون تقويمًا خاصًا يحتفلون فيه بسبعة أعياد رئيسية:

  • عيد الفسح (بالسين) وهو يرمز إلى فسح الله لهم بعد الخروج من مصر.
  • عيد الفطير
  • عيد العُرش
  • عيد الحصاد
  • عيد الغفران
  • عيد رأس السنة
  • عيد الأسابيع

وخلال هذه الأعياد، يحجون إلى قمة الجبل ويذبحون القرابين ويشونها في تنانير خاصة معدة لهذا الغرض.

الزواج والعائلة

يشترط في الزواج أن يكون بين أبناء الطائفة فقط، ومع انخفاض عدد النساء، أُجيز للرجال الزواج من خارج الطائفة بشرط أن تعتنق الزوجة الدين السامري، أما المرأة السامرية، فلا يسمح لها بالزواج من خارج الطائفة، وإن فعلت تُعتبر خارجة عنها، ولا يجيز الدين السامري تعدد الزوجات إلا في حالات استثنائية مثل العقم أو مرض الزوجة الأولى.

ولدى الطائفة السامرية مدرسة خاصة في جبل جرزيم تضم سبعة صفوف، يدرّس فيها الدين السامري واللغة العبرية القديمة، بعد ذلك يكمل أبناؤهم تعليمهم في مدارس نابلس، وتصل نسبة حملة الشهادات الجامعية في الطائفة إلى أكثر من 90%، ويرى السامريون أنفسهم طائفة منفتحة حضاريًا وتقنيًا على العالم.

تم نسخ الرابط