عاجل

لماذا جاءت كلمات الرحمة في دعاء النبي ﷺ مفردة؟.. رئيس جامعة الأزهر يجيب

رئيس جامعة الأزهر
رئيس جامعة الأزهر

أكد الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن كلمات الرحمة في أدعية النبي ﷺ تأتي غالبًا بصيغة المفرد رغم شمولها لكل المعاني، موضحًا أن هذه المفردة تحمل في معناها الكثير من الخير للمؤمنين.

بلاغة القرآن والسنة

وأشارالدكتور سلامة داود خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إلى دعاء النبي ﷺ: «اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي وتصلح بها غائبي وترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي وترد بها الفتى وتعصمني بها من كل سوء».

وبين رئيس جامعة الأزهرأن كلمة رحمة جاءت مفردة، لكنها تشمل جميع الجوانب التي ذكرها النبي ﷺ في الدعاء، فهي تهدي القلب، تجمع الأمر، تلم الشعث، تصلح الغائب، ترفع الشاهد، تزكي العمل، تلهم الرشد، وتعصم من كل سوء.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الرحمة من الله واحدة لكنها واسعة وشاملة، كما أن القليل منها كثير في أثره، مؤكدًا قول العلماء: "القليل من رحمة الله كثير"، مستشهدًا بمثال النبي ﷺ حين سمع أعرابيًا يقول: «اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا»، فقال له النبي ﷺ: "لقد ضيقت واسع رحمة الله"، في إشارة إلى شمول رحمة الله للجميع.

وأضاف سلامة  داود أن أحيانًا تأتي كلمة رحمة مفردة بجوار كلمة جمع مثل الصلوات، كما في دعاء النبي ﷺ لسيدنا سعد بن عبادة: «اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة»، فبين أن الرحمة رغم مفردها تعادل جمع الصلوات في شموله، وهو ما يتوافق مع قوله تعالى: ﴿أُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾.

ونوه بأن المفردة هنا ليست تقييدًا في الكمية بل دلالة على وحدة مصدر الرحمة وعظمتها وشمولها لكل خير، مشيرًا إلى أن رحمة الله واسعة وكافية لكل المؤمنين، والقليل منها يحمل الكثير من النفع والبركة.
https://youtu.be/MgXHYe8kg8E?si=lGKwdsJCLj027nXX

تم نسخ الرابط