عاجل

يسري جبر: صلاح العمل يبدأ من النية.. فالعادات تتحول إلى عبادات بنية صادقة

يسري جبر
يسري جبر

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» يعد أصلًا جامعًا في الإسلام، يقوم عليه ميزان القبول عند الله تعالى، إذ لا يثيب الله إلا على العمل الخالص لوجهه الكريم.

العمل يشمل كل حركات الإنسان

وأوضح يسري جبر خلال حلقة برنامج «أعرف نبيك»، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ افتتح صحيحه بهذا الحديث العظيم استحضارًا لنية الإخلاص في تصنيفه، مبينًا أن العمل يشمل كل حركات الإنسان وسكناته، من كلام وصمت، وسعي وراحة، وأكل ونوم، وزواج وتربية للأبناء، وكلها تصبح عبادات متى ما اقترنت بنية صالحة تقصد وجه الله.

النية هي القصد المطابق للفعل

وأشار يسري جبر إلى أن النية هي القصد المطابق للفعل، وأنها ما تميّز بين العبادات والعادات، فالإنسان إذا قصد بأكله التقوّي على طاعة الله صار أكله عبادة، وإذا قصد بزواجه إنشاء أسرة مسلمة صار زواجه طاعة.

وبيّن يسري جبر أن بعض العبادات لا تحتاج إلى نية لأنها لا تشتبه بغيرها، مثل الذكر وقراءة القرآن، بينما تُشترط النية في العبادات المتشابهة كالصلوات والصيام لتحديد نوع العبادة ومرتبتها، قائلًا: «النية هي التي تميز بين صلاة الفرض وصلاة التطوع، وبين صيام رمضان وصيام الكفارة أو النذر».

النية تُعدّ ميزانًا للتمييز

وأضاف أن النية تُعدّ ميزانًا للتمييز بين العمل الصالح والعادة الجارية، فبها تُرفع الأعمال العادية إلى مقام القرب والطاعة، مشيرًا إلى أن حديث «إنما الأعمال بالنيات» يمثل ربع العلم لما يحمله من معانٍ جامعة تضبط قلب المسلم قبل أن تضبط جوارحه.

وقال الدكتور يسري جبر: «صلاح العمل يبدأ من النية، فمن صلحت نيته صلحت حياته كلها، لأن الله لا ينظر إلى صور الأعمال ولكن إلى ما وقر في القلب من إخلاص وصدق».

وفي سياق أخر، قال الدكتور يسري جبر من علماء الأزهر الشريف، ردًا على سؤال ورد إليه حول حكم أن يحلم الإنسان بالعيش البسيط البعيد عن رفاهية الدنيا حبًا في الله ورسوله، إن الأصل أن الإنسان حر في أحلامه وتمنياته، موضحًا: "احلم ما شئت، وتصور لنفسك ما شئت، وتمنَّ ما شئت، ولكن الأهم أن ترضى بالقسمة."

تم نسخ الرابط