خبير: عريضة احتجاجات جنود الاحتياط تفضح انقسام جيش الإحتلال (فيديو)

أكد الدكتور عبد الناصر مكي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن عريضة الاحتجاج التي وقعها المئات من جنود وضباط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي تمثل مؤشرًا خطيرًا على عمق الانقسام داخل المؤسسة العسكرية، وتعكس حالة من السخط المتزايد تجاه سياسات الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، فيما يتعلق بالحرب على غزة.
وأكد مكي، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن العريضة التي وقعها جنود الاحتياط تعبر عن رفضهم للاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، وتحمل اتهامات مباشرة للقيادة السياسية بإدخال الجيش في حرب بلا رؤية واضحة، مما يهدد أمن إسرائيل واستقرارها على المدى الطويل.
الأسباب والتداعيات
وأشار مكي إلى أن ظاهرة الاحتجاج داخل الجيش الإسرائيلي، وخاصة في صفوف جنود الاحتياط، تُعد غير مسبوقة، وتعكس تفاقم الإحباط بين العسكريين نتيجة استمرار الحرب دون تحقيق أهداف ملموسة.
وأوضح أن عدة عوامل ساهمت في تصاعد هذا الغضب، أبرزها الخسائر البشرية المتزايدة، وعدم وجود استراتيجية خروج واضحة من الصراع، إضافة إلى الضغوط التي يتعرض لها الجنود من عائلاتهم والمجتمع المدني الإسرائيلي، الذي بدأ يفقد الثقة في جدوى الحرب.
وأضاف أن الاحتجاج العسكري في إسرائيل ليس مجرد قضية داخلية، بل قد يكون له تداعيات خطيرة على الأداء العملياتي للجيش في المستقبل، حيث تعتمد إسرائيل بشكل كبير على قوات الاحتياط في تنفيذ عملياتها العسكرية الكبرى.
مأزق أمام الجنود
وأكد مكي أن قيادة الجيش الإسرائيلي تواجه معضلة حقيقية، حيث تجد نفسها عالقة بين ضغوط الحكومة التي تصر على استمرار العمليات العسكرية، وبين جنود الاحتياط الذين يعبرون عن رفضهم للمشاركة في حرب طويلة الأمد، قد لا تحقق أي مكاسب استراتيجية.
وأشار إلى أن القيادة العسكرية تحاول احتواء الأزمة داخليًا، لكن حجم الاعتراضات المتزايدة يعكس انقسامًا أعمق قد يؤثر على تماسك الجيش الإسرائيلي في المستقبل.
وأوضح أن تكرار مثل هذه الاحتجاجات قد يؤدي إلى إضعاف الروح المعنوية للجنود، ويزيد من الضغوط على نتنياهو لإنهاء الحرب أو تغيير استراتيجيته العسكرية.
تصاعد المعارضة الداخلية
وأشار مكي إلى أن العريضة الاحتجاجية لم تقتصر على البعد العسكري فقط، بل لها دلالات سياسية كبيرة، حيث تعكس حجم الانقسامات داخل إسرائيل بشأن إدارة الحرب، وتزيد من الضغوط على الحكومة الائتلافية التي تواجه انتقادات متزايدة من المعارضة والرأي العام.
وأضاف أن بعض القوى السياسية داخل إسرائيل بدأت تستغل هذه الاحتجاجات للمطالبة بمحاسبة القيادة السياسية، وإعادة النظر في القرارات التي أدت إلى استمرار الحرب، مما يعزز من احتمالية حدوث تغييرات سياسية خلال الفترة المقبلة.
وأكد مكي أن نتنياهو يعتمد على استمرار الحرب للحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، لكنه يواجه الآن معضلة داخلية مع الجيش نفسه، مما يجعله في موقف صعب بين استمرار العمليات العسكرية أو البحث عن مخرج سياسي.
ضغوط لإنهاء الحرب
أكد الدكتورمكي أن الاحتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي لم تعد مجرد قضية محلية، بل أصبحت محط اهتمام المجتمع الدولي، خاصة مع تصاعد الدعوات لوقف إطلاق النار وبدء مفاوضات لإنهاء الصراع.
وأوضح أن الدول الداعمة لإسرائيل بدأت تضغط بشكل أكبر على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل دبلوماسي، حيث ترى أن استمرار الحرب يزيد من عزلة إسرائيل دوليًا، ويضعف موقفها على الساحة الدولية.
وأشار إلى أن تزايد التمرد في صفوف الجيش قد يكون نقطة تحول في مسار الحرب، حيث سيؤثر بشكل مباشر على قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق، مما يجعل إنهاء الحرب خيارًا أكثر إلحاحًا بالنسبة للحكومة.

تغيير مسار الحرب
وأكد أن العريضة الاحتجاجية التي وقعها جنود الاحتياط تمثل تحديًا غير مسبوق لحكومة نتنياهو، وتعكس حالة من الغضب المتزايد داخل إسرائيل تجاه استمرار الحرب.
وأضاف أن استمرار هذه الاحتجاجات قد يضعف موقف الحكومة، ويزيد من الضغوط السياسية والشعبية لإنهاء الحرب، مما يجعل الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مستقبل الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة.