أعمال يوم الفطر.. 7 أمور اغتنمها في ليلة الجائزة والفرحة

يوم الفطر ليس مجرد انتهاء للصيام، بل هو يوم الفرح بالطاعة، والاحتفال بجائزة الله للصائمين، حيث يجتمع المسلمون على شكر الله وذكره، وتُرسم فيه أجمل معاني الرحمة والتآخي.
وقد سنَّ لنا النبي ﷺ أعمالًا تجعل هذا اليوم عامرًا بالبركة والسرور، تجمع بين العبادة والفرح، وتحقق التكافل بين المسلمين، منها:
أولًا: التكبير والتهليل.. إعلان الفرح بذكر الله
يقول الشيخ أحمد السيد شقرة الواعظ بالأزهر الشريف، يبدأ يوم الفطر بالتكبير، وهو شعار هذا اليوم، حيث قال الله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة: 185). فالمسلمون يكبرون من غروب شمس آخر يوم من رمضان حتى صلاة العيد، فيرددون: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد."
وهذا التكبير إعلان بأن فرح المسلمين ليس فرحًا ماديًا مجردًا، بل هو شكر لله على نعمته وهدايته.
ثانيًا: زكاة الفطر.. بهجة العيد للجميع
قبل أن يفرح المسلم بعيده، عليه أن يشارك الفقراء والمحتاجين فرحتهم، ولذلك شُرعت زكاة الفطر، التي قال عنها النبي ﷺ: "فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمةً للمساكين" (رواه أبو داود). فهي ليست مجرد صدقة، بل وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي، وجعل العيد عيدًا للجميع، حيث يشعر الفقير بفرحة هذا اليوم كما يشعر بها غيره.
ثالثًا: الاستعداد للعيد بالنظافة والجمال
من سنن هذا اليوم أن يغتسل المسلم ويتطيب ويلبس أجمل ما عنده، فقد كان ابن عمر رضي الله عنه يغتسل للعيد، وكان النبي ﷺ يلبس أجمل ثيابه يوم العيد. وهذا يعكس أن الإسلام دين الجمال والنظافة، وأن الفرح لا يقتصر على القلب، بل يشمل المظهر أيضًا.
رابعًا: صلاة العيد.. روح الجماعة وفرحة اللقاء
صلاة العيد هي أعظم مظاهر هذا اليوم، حيث يجتمع المسلمون صفًا واحدًا في المصلى، ليكبروا معًا ويشكروا الله. تُصلَّى ركعتين، يكبر الإمام سبعًا في الأولى وخمسًا في الثانية، ثم يخطب خطبة يذكّر فيها الناس بشكر الله وصلة الأرحام. وهذا الاجتماع الكبير يرسّخ روح الألفة بين المسلمين، ويجعل العيد عيدًا للقلوب قبل أن يكون عيدًا للملابس الجديدة.
خامسًا: صلة الأرحام وزيارة الأحباب
العيد ليس فرحة فردية، بل هو يوم التواصل والتسامح، فصلة الرحم من أهم أعماله، وقد قال النبي ﷺ: "مَن أحبَّ أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه" (متفق عليه). فالزيارات العائلية، والتواصل مع الأهل والجيران، هي من صور الشكر لله، وهي ما يجعل العيد بهجة حقيقية.
سادسًا: إدخال السرور على الآخرين
فرحة العيد لا تكتمل إلا إذا امتدت إلى الآخرين، وخاصة الأطفال والفقراء والمحتاجين، فقد قال النبي ﷺ: "أحب الأعمال إلى الله سرورٌ تُدخله على مسلم" (رواه الطبراني). سواءً كان ذلك بتقديم الهدايا للأطفال، أو بإكرام الجيران، أو حتى بابتسامة صادقة تعكس روح العيد.
سابعًا: الفرح الموزون.. لا إسراف ولا معصية
الإسلام لا يمنع الفرح، لكنه يهذّبه، فالعيد ليس مناسبة للإسراف أو الوقوع في المعاصي، بل هو يوم شكر وطاعة، وسعادة مشروعة. وقد كان النبي ﷺ في يوم العيد يفرح مع أهله وأصحابه، لكنه لم يغفل عن ذكر الله وشكره.
عيد القلوب قبل أن يكون عيد الثياب
ليس العيد لمن لبس الجديد، بل لمن طهّر قلبه من الأحقاد، وملأه بمحبة الله وعباده. فليكن عيد الفطر عيد التسامح والتواصل، عيد الشكر لله، وعيدًا تُجدَّد فيه النية على المضي في طريق الطاعة بعد رمضان.