عاجل

لماذا يغضب طفلك بسرعة؟ الأسباب الخفية وراء نوبات الغضب عند الأطفال

هل طفلك سريع الغضب
هل طفلك سريع الغضب

عندما يواجه بعض الأطفال تحديات معينة قد تظهر لديهم سلوكيات عنيدة أو متقلبة والجدل المستمر والردود الحادة، وأحيانا التصرفات العدوانية تجعل التفاعلات اليومية مصدر إحباط سواء للأطفال أو لوالديهم

ومع كثرة النصائح المتضاربة يصعب على الآباء معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع هذه التصرفات الصعبة

نموذج للتعامل مع الطفل سريع الغضب


يأتي دور نموذج الحلول التعاونية والاستباقية (Collaborative & Proactive Solutions - CPS)، كنقطة انطلاق بسيطة وفعالة لفهم سلوكيات الطفل والتعامل معها.

يقوم هذا النموذج على فكرة أساسية وهو السلوك المتحدي هو غالبا استجابة لنقص في مهارات معينة لدى الطفل. فعندما يشعر بعدم قدرته على تلبية توقع محدد، قد ينفجر غضباً أو يرفض أو ينهار.

التركيز إذن يجب أن يكون على المهارات التي يفتقدها الطفل والتي تسبب له الإحباط، بدلاً من التركيز على السلوكيات السلبية نفسها، إليك أبرز ما يتوجب علي معرفته كأم:

1. تجاهلي التشخيصات المبكرة


ليست كل التصرفات العدوانية أو المتمردة عند الطفل دليلاً على اضطراب نفسي. فالتشخيصات مجرد تسميات، أما السلوكيات فهي الرسائل التي يرسلها طفلك ليخبرك أنه يواجه صعوبة في تلبية توقعات معينة.

2. مهارات معرفية ناقصة


الأبحاث على مدى 40-50 سنة أكدت أن الأطفال ذوي السلوكيات الصعبة غالباً يفتقرون إلى مهارات مثل: المرونة، القدرة على التكيف، تحمل الإحباط، وحل المشكلات. عدم امتلاك هذه المهارات يجعلهم ينفجرون أو يظهرون سلوكاً صعباً عند مواجهة مواقف تتطلبها.

3. صراع التوقعات مع المهارات


ليست المشكلة مستمرة طوال الوقت، بل تظهر في مواقف معينة حين يواجه الطفل توقعات لا يستطيع تلبيتها بسبب نقص المهارات.

4. تحديد المهارات الناقصة


في نموذج الحلول التعاونية والاستباقية (CPS)، تُعرف التوقعات التي يجد الطفل صعوبة في تلبيتها باسم "المشكلات غير المحلولة".

لتحديد هذه المشكلات بدقة، يمكن استخدام أداة ALSUP (Assessment of Lagging Skills and Unsolved Problems)، وهي نموذج عملي من ورقة واحدة يساعدك على تقييم المهارات التي يفتقر إليها طفلك وتحديد المواقف التي تسبب له الإحباط.

الأداة متاحة مجاناً على الإنترنت، وتعد خطوة أساسية للتخطيط لحل المشكلات بشكل تعاوني وفعّال.

5. جربي خطة تربية جديدة


الاعتماد على فرض القواعد من طرف واحد غالباً لا ينجح (Plan A). التجربة الأكثر فاعلية هي التعاون مع طفلك لحل المشكلات (Plan B)، لتصبحوا شركاء في الحل بدلاً من خصوم.

6. حل المشكلات بشكل استباقي
 

اللحظة التي يحدث فيها الغضب الشديد ليست الوقت المناسب للحل، لكن باستخدام نموذج ALSUP يمكنك التنبؤ بالمشكلات غير المحلولة والعمل على حلها قبل حدوثها.


7. ترتيب الأولويات


لا تحاولي معالجة جميع المشكلات دفعة واحدة. ابدئي بالتي تشكل خطراً على سلامة طفلك، ثم انتقلي إلى المشكلات ذات التأثير الأكبر على حياته أو حياة الآخرين.

8. تجنبي إطلاق التسميات


حين تركّزين على المهارات الناقصة بدل السلوك، تتوقفين عن وصف طفلك بطرق ضارة مثل "متلاعب" أو "صعب المراس". الأمر نفسه ينطبق على الآباء، فالأوصاف النمطية غالباً غير دقيقة.

9. أتقني خطة Plan B


هذه مهارة جديدة لكل منكما. مع الوقت، ستتحسن قدرتكما على حل المشكلات بشكل تعاوني، كما ستتطور مهارات التواصل والعلاقة بينكما.

10. لا تقلقي بشأن الخلافات


الصراعات بين الأطفال والآباء أمر طبيعي، والطريقة التي تتعاملين بها مع هذه المواقف هي ما يحدد ما إذا كانت ستؤدي إلى صراع أو تعاون.

 

إن فهم سلوكيات طفلك يتيح لك تحويل التحديات إلى فرص لتعليم مهارات جديدة وتعزيز التعاون بينكما. مع الوقت، ستصبحين أكثر قدرة على حل المشكلات بذكاء، ويكتسب طفلك طرقاً صحية للتعامل مع إحباطاته، لتنشئي بيئة منزلية هادئة ومتوازنة.

تم نسخ الرابط