عاجل

نجاة زعيم طالبان باكستان من الغارة الجوية بعد أنباء اغتياله الأسبوع الماضي

زعيم حركة طالبان
زعيم حركة "طالبان باكستان

ظهر زعيم حركة "طالبان باكستان"، نور والي محسود، في تسجيل مصور اليوم الخميس، مؤكدًا نجاته من محاولة اغتيال عبر غارة جوية استهدفته الأسبوع الماضي في كابول، عاصمة أفغانستان، ما أدى إلى تفجر واحدة من أسوأ موجات العنف بين الدولتين منذ عقود.

ووفقًا لما نقلته وكالة رويترز عن مصادر أمنية باكستانية، فقد استهدفت الغارة في 9 أكتوبر/تشرين الأول سيارة مصفحة من طراز تويوتا لاند كروزر، يُعتقد أنها كانت تقل محسود، في أحد أحياء العاصمة كابول.

وقد أشعل هذا الهجوم فتيل اشتباكات عنيفة على الحدود المشتركة، تطورت إلى مواجهات برية وغارات جوية متبادلة، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار يوم الأربعاء، دخل حيّز التنفيذ الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، لمدة 48 ساعة.

وفي المقطع المصور، قال محسود إنه سجل الفيديو ليدحض الشائعات التي تحدثت عن مقتله، وأضاف:"الجهاد يمنح الأمم الحرية والكرامة، وإلا فإنهم يظلون عبيدًا".

كما أشار إلى أنه يتحدث من داخل الأراضي الباكستانية، بينما لم تتمكن "رويترز" من التحقق من الموقع الدقيق لتصوير الفيديو، الذي بدا أنه تم تسجيله على قمة أحد التلال.

ولم تصدر الحكومة الباكستانية أي إعلان رسمي بشأن مسؤوليتها عن الغارة الجوية، والتي تُعد الأولى من نوعها في العاصمة كابول منذ مقتل زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري بضربة أمريكية في عام 2022.

في المقابل، نفت حركة طالبان الأفغانية بشدة استضافة مسلحي "طالبان باكستان" على أراضيها، متهمة في الوقت ذاته إسلام آباد بإيواء "تنظيم داعش: فرع خراسان"، وهو العدو المسلح الأبرز لها.

الصراع بين أفغانستان وباكستان 

تعود جذور الأزمة الحالية إلى خط ديورند، الذي يبلغ طوله نحو 2,640 كيلومترًا، ورسم عام 1893 بين الهند البريطانية، التي خلفتها باكستان، وبين أفغانستان، ولم تعترف كابول بهذا الخط كحدود دولية شرعية منذ استقلال باكستان عام 1947، وكانت الدولة الوحيدة التي صوتت ضد عضويتها في الأمم المتحدة.

وتتمثل أبرز عوامل التصعيد المتكرر، خصوصًا في الآونة الأخيرة نهاية 2024 وبداية 2025، في النقاط التالية:

أولًا ملف طالبان باكستان، حيث  تتهم إسلام آباد الحكومة الأفغانية الحالية بتوفير ملاذ آمن لمسلحي "طالبان باكستان"، الذين ينفذون عمليات وهجمات داخل الأراضي الباكستانية، وهو ما تنفيه طالبان الأفغانية، وفي ديسمبر 2024، شنت باكستان غارات جوية على مناطق حدودية أفغانية بدعوى استهداف مواقع تابعة لهذه الحركة.

اثانيًا لخلاف حول الحدود، حيث  ترفض أفغانستان الاعتراف الرسمي بخط ديورند، معتبرة أنه تسبب في تقسيم قبائل البشتون بين الدولتين، وهذه القبائل، التي تعد الأكبر في أفغانستان، موزعة بين الجانبين، ما أدى إلى مطالبة بعض الأطراف في كابول بإعطاء حق تقرير المصير لتلك المناطق تحت شعار "بشتونستان".

ثالثًا العداء التاريخي، والتي تسود علاقات البلدين حالة من انعدام الثقة منذ عقود، تعود إلى تدخلات المؤسسة العسكرية الباكستانية في الشأن الأفغاني ودعمها جماعات مسلحة، الأمر الذي فاقم التوترات السياسية والعسكرية.

رابعًا الاشتباكات المتكررة، حيث سادت بين الدولتين مناوشات واشتباكات متقطعة عبر العقود الماضية، ووصلت في بعض الأحيان إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، كما حصل في الستينيات.

تم نسخ الرابط