عاجل

﴿صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.. فضل الصلاة على النبي ليلة الجمعة

الصلاة على النبي
الصلاة على النبي

ردت دار الإفتاء المصرية  على بعض التساؤلات المثارة مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن معنى الصلاة على النبي محمد ﷺ، وذلك بعد تداول مقطع فيديو لأحد المتصدرين للحديث في الشأن الديني يشكك في صيغة "اللهم صلِّ على محمد"، زاعمًا أن فيها توجيهًا للأمر إلى الله تعالى، وكأن العبد يقول لربه: "صلّ أنت"، معتبرًا ذلك ردًّا للأمر على الآمر.

وأكدت دار الإفتاء أن هذه الأقوال تعكس جهلًا بحقيقة معنى الصلاة على النبي ﷺ كما جاء في النصوص الشرعية، مشددة على أن الأمر الإلهي في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، ليس مطلق الدعاء، بل هو أمرٌ شرعيٌ بصيغة مخصوصة ومعنًى مُحدَّد.

وأوضحت الدار أن الصلاة على النبي تعني في حقيقتها: طلب العبد من الله أن يُعظِّم نبيه ﷺ، ويُكرمه ويُظهر شرفه وفضله في الدنيا والآخرة، وأن يرفع من ذكره ومقامه. وهذا من باب تعظيم النبي ﷺ، والوفاء بحقه، ومكافأته بما يليق بمقامه الشريف.

كما بيّنت أن الصحابة رضوان الله عليهم سألوا النبي ﷺ عن كيفية الصلاة عليه، ولم يكتفوا بالدعاء العام، فبيَّن لهم صلى الله عليه وسلم صيغة مخصوصة، تُتلى إلى يوم الدين، ومنها قوله: "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم..."، وغيرها من الصيغ الواردة في كتب السنة.

وأضافت دار الإفتاء أن العلماء منذ القرون الأولى أكدوا أن صلاة الله على نبيه ﷺ ليست كصلاة العباد، فصلاة الله تعالى تعني الثناء عليه في الملأ الأعلى وتعظيمه، بينما صلاة الملائكة والمؤمنين تعني الطلب من الله بأن يُصلي عليه، أي: أن يُظهر فضله ويزيده رفعة.

وشدَّدت الدار على أن هذا الطلب ليس أمرًا موجَّهًا إلى الله من البشر على سبيل الإلزام أو التوجيه، وإنما هو تضرُّعٌ وتوسُّلٌ وعبادةٌ لله بما أمر به في كتابه الكريم، مستنكرةً محاولات التشكيك أو التهوين من شأن هذه الشعيرة العظيمة التي أُمر بها المؤمنون جميعًا.

ونبّهت دار الإفتاء إلى أن الصلاة على النبي ﷺ عبادة مقبولة قطعًا، ولا ترد، لما فيها من موافقة أمر الله ومتابعة صلاته سبحانه عليه، فضلًا عن عظيم الأجر المترتب عليها، لافتة إلى أن العلماء قالوا: "إذا دعوت بدعاء فقد يُستجاب أو لا، أما إذا صليت على النبي فذلك عملٌ لا يُردُّ".

واختتمت الدار بيانها بالتأكيد على أن التعبد بالصلاة على النبي ﷺ هو تجلٍّ من تجليات المحبة والتوقير، وهو من أعظم القربات وأرجى الأعمال قبولًا، داعيةً المسلمين إلى عدم الالتفات لأقوال المتصدرين بغير علم، وأن يرجعوا في أمور دينهم إلى العلماء المختصين وأهل الذكر.

الصلاة على النبي يوم الجمعة

الصلاة على النبي يوم الجمعة، من أعظم الأعمال التي وجه إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وفي التقرير التالي نوضح 11 علامة تميز أحباب رسول الله. 

أكد الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، أن للصلاة على الحبيب الأعظم ﷺ علامات وسمات جليلة تظهر على وجوه وقلوب عشاقها، موضحًا أن عددها إحدى عشرة علامة ومكرمة من الله تعالى لمن أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الشيخ الطلحي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، أمس الخميس، إن أولى هذه العلامات إشراق نور المحبة المحمدية على وجه المصلي، فيراه الناس مميزًا بنور خاص لا يختلف باختلاف لون البشرة، أما الثانية فهي كثرة التبسم والبشاشة، لأن من صلى على النبي كفاه الله ما أهمه وأزاح عنه الغم والكرب، فيعيش مبتسمًا مطمئن القلب. 

وأضاف أن الثالثة تجلّي الرحمة والشفقـة في قلبه لكل الناس دون تفرقة بين مسلم وغيره، والرابعة دوام الطهارة ظاهرًا وباطنًا مع طيب الرائحة وحسن الهيئة، والخامسة محبة المؤمنين له ومودتهم، فلا يبغضه إلا منافق لا يحب النبي ﷺ. مشيرا إلى أن من العلامات أيضًا الصبر على الأذى والتواضع وطيب الرائحة وصفاء السريرة والخشوع في العبادة وكثرة البكاء حبًا وشوقًا للنبي ﷺ، وصولًا إلى العلامة الحادية عشرة وهي حسن الخاتمة لمن داوم على الصلاة على النبي بصدق ومحبة.

ودعا الطلحي، إلى أن تكون الصلاة على النبي ﷺ عبادةً لا عادة، تُؤدّى بحضور قلب واستحضار لعظمة الحبيب عند الله، حتى يشرق نور النبي في القلب والوجه، وتكون الصلاة عليه طريقًا إلى القرب من الله وسعادة الدارين.

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

إن الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أجلّ العبادات وأعظم القربات، وهي مفتاح لنيل الخيرات والبركات، وسبب لمغفرة الذنوب وقضاء الحاجات، ودفع البلاء والنقمات، كما أنها طريق إلى رضا الله تعالى وفضله ومحبته لعباده. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أصل الخير في الدنيا، وهو الشفيع المشفَّع يوم القيامة، والصلاة عليه شفيعٌ للدعاء في الدنيا، وقد ورد الأمر الإلهي بها في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وأجمع العلماء على مشروعيتها. قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

وقد عدّها الإمام الرازي نوعًا من التحية المشروعة للنبي الكريم، مبينًا أن الله تعالى أمر المؤمنين أن يردوا التحية بأحسن منها، ثم أمرهم بتحية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة والسلام عليه.

أما السنة فقد وردت فيها أحاديث كثيرة تؤكد فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، منها ما رواه أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال لرسول الله: أجعل لك من صلاتي كلها؟ فقال: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ» رواه الترمذي وغيره. وجاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا أنه قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» رواه مسلم. كما قال عليه الصلاة والسلام: «صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود.

تم نسخ الرابط