عاجل

تحديات ما بعد الهدنة في غزة... سبل الخروج من دوامة العنف؟

 الفلسطنيون يعودون
الفلسطنيون يعودون إلى مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة

بعد ما يقارب الخمسة عشر شهرًا من القصف المدمر في قطاع غزة، تم الإعلان عن هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس والتي سمحت بوقف إطلاق النار بشكل مؤقت، مما خفف معاناة الفلسطينيين في غزة، وقد أتاح هذا الهدوء الفرصة للتساؤل حول سبل الخروج من دوامة العنف المستمرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، و في الوقت نفسه، يتعين على الدول الغربية التأمل في ردود أفعالها تجاه هذه الأزمة التي طالت لعقود.

تفاصيل الوضع الراهن

دخلت الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح الأحد 19 يناير بعد تأخير دام ثلاث ساعات، ، مما مهد الطريق لدخول المساعدات الإنسانية التي بدأت بالفعل في الوصول، وبموجب الاتفاق، تم الإفراج عن ثلاث رهائن إسرائيليات و90 أسيرًا فلسطينيًا، مما يمثل بداية للمرحلة الأولى من الاتفاق الذي سيستمر على ثلاث مراحل، ورغم توقف القتال المؤقت، تبقى معاناة الفلسطينيين في غزة واضحة، حيث شهدت المنطقة قصفًا مكثفًا أسفر عن مقتل العديد من المدنيين. وفقا لما أفادت به إذاعة فرنسا الدولية

وستتضمن  المرحلة الثانية من الاتفاق إطلاق سراح باقي الرهائن الفلسطينيين الذين لا يزال مصيرهم غير محدد، بالإضافة إلى مزيد من الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك بعض المسؤولين المتهمين بتنفيذ هجمات، كما تتضمن المرحلة انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وهو أمر يتطلب المزيد من المفاوضات الدقيقة بين الطرفين.

وإذا سارت الأمور على ما يرام، فإن المرحلة الثالثة ستشهد إطلاق خطة كبيرة لإعادة بناء قطاع غزة الذي دمر بنسبة 70%، لكن هذا سيكون معقدًا للغاية في ظل استمرار الوضع الأمني المتوتر، ومن المحتمل أن يستغرق تنفيذ خطة إعادة البناء عدة سنوات.

الأبعاد الإنسانية

ولا يمكن إغفال الأثر الإنساني لهذه الحرب على المدنيين في غزة، حيث تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في تدمير شبه كامل للبنية التحتية للقطاع، كما أدت السياسة الإسرائيلية إلى فرض حصار شبه كامل على غزة، مما ساهم في تفاقم أزمة الجوع والكارثة الإنسانية في المنطقة، ومن جهة أخرى، استمرت عمليات الاعتقال في الأراضي الفلسطينية، ما أثر بشكل عميق على العديد من العائلات الفلسطينية التي شهدت اختفاء أفرادها في السجون الإسرائيلية.

الانعكاسات السياسية

إن النزاع بين إسرائيل وحماس يتجاوز كونه مجرد صراع عسكري، فهو يثير أسئلة سياسية وأخلاقية كبيرة، كيف يمكن تجنب تحول هذا الصراع إلى حرب دائمة؟ وهل سيسهم الوضع الحالي في فتح قناة حوار حقيقية بين الأطراف المعنية؟ 

كما تتعرض سياسات الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو لانتقادات شديدة من قبل المجتمع الدولي، خصوصًا بشأن استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين في غزة، كما توجه محكمة الجنايات الدولية اتهامات ضد مسؤولين إسرائيليين بتورطهم في جرائم حرب، ما يعزز النقاش حول مسؤولية إسرائيل العسكرية في هذا الصراع.

التحديات المستقبلية

ويواجه الفلسطينيون تحديًا كبيرًا في بناء قيادة قادرة على التفاوض مع إسرائيل وتحقيق مطالبهم الوطنية، ويظل السؤال الأهم لقوات الاحتلال هو كيفية التعامل مع تفوقهم العسكري الهائل: هل يواصلون استخدامه لتبرير تدمير حياة المدنيين، أم يستغلون هذه القوة كأداة للتفاوض من أجل حل سلمي دائم؟ هذه الأسئلة تظل مفتوحة في ظل الوضع المتوتر في المنطقة.

 ورغم أن هذه الهدنة قد تكون خطوة نحو السلام، إلا أن التساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حل سياسي دائم تبقى قائمة، إذ يتطلب الأمر تدخلًا نشطًا من المجتمع الدولي لوقف التصعيد وتوفير الظروف الملائمة لفتح حوار حقيقي بين الأطراف المعنية.

تم نسخ الرابط