استغاثات في دمياط بعد تفاقم أزمة نقص الأدوية داخل التأمين الصحي

تسود حالة من الغضب والاستياء بين أهالي محافظة دمياط بعد تفاقم أزمة نقص الأدوية داخل وحدات وصيدليات التأمين الصحي، والتي باتت مشكلة مزمنة تؤرق المرضى، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة مثل القلب والكبد والضغط والسكر، وأصبح الحصول على الدواء معاناة يومية تدفع كثيرين للبحث في الصيدليات الخارجية بأسعار باهظة لا تتناسب مع دخولهم المحدودة.
استغاثات في دمياط بعد تفاقم أزمة نقص الأدوية
تقول “أم محمد” – سيدة خمسينية من مدينة كفر البطيخ – وهي تحمل روشتة دواء الضغط الخاصة بزوجها: “بقالي أسبوعين بدور على الدواء ومش لاقياه، كل مرة يقولوا مفيش، طب نعمل إيه؟ الراجل حالته بتسوء ومش قادر يشتري من بره” وتضيف أن الأسرة تعيش على معاش بسيط لا يتجاوز ألفي جنيه، ما يجعل شراء الدواء من الخارج أمراً فوق طاقتهم.
ويشاركها المعاناة “عبدالرحيم السقا” – موظف متقاعد من الزرقا – قائلاً: “بقالي شهور بدفع من جيبي تمن علاج السكر والكبد، وبقيت مش عارف أكمل، إحنا داخل التأمين المفروض نتعالج مش نتحايل” وأوضح أن بعض المرضى يلجأون إلى تقسيم العلبة فيما بينهم إذا توفرت كمية محدودة داخل الصيدلية، في محاولة لتخفيف الأزمة ولو بشكل مؤقت.
أما “صفاء الجمل” – معلمة من رأس البر – فأكدت أن والدتها تعاني من أمراض في القلب، وأنها لم تتمكن من صرف العلاج منذ ثلاثة أسابيع، موضحة أن “الصيدلية تقول مفيش توريد من المخازن، والمخزن يقول لسه الطلبات جاية، وفي الآخر المريض هو اللي بيدفع التمن”
وفي مدينة فارسكور، تجمعت مجموعة من المرضى أمام صيدلية التأمين يرفعون شكاواهم، مؤكدين أن النقص طال أغلب الأصناف الحيوية، خاصة أدوية السيولة والمضادات الحيوية، وقال أحدهم: “الموضوع بقى خطر، فيه ناس بتوقف العلاج فجأة لأنهم مش قادرين يجيبوا البديل”
بينما ناشد “إبراهيم النجار” – عامل يومية من عزبة البرج – المسؤولين في وزارة الصحة سرعة التدخل، قائلاً: “الناس الغلابة دي تعمل إيه؟ اللي مش قادر يشتري دواء السكر ولا الضغط يروح فين؟ مش معقول نبقى في ٢٠٢٥ ولسه بندور على الدوا في كل صيدلية”
أزمة نقص الأدوية بدمياط
وتداول عدد من الأهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي استغاثات جماعية موجهة لمحافظ دمياط ، ولوزير الصحة، يطالبون فيها بحل عاجل يضمن انتظام صرف الأدوية وتوريدها بانتظام، مشيرين إلى أن بعض المرضى كبار السن يضطرون إلى السفر لمدن أخرى لصرف أدويتهم من وحدات بديلة.
وقالت “هدى عبدالعاطي” – أرملة ستينية من دمياط الجديدة – إنها ظلت تنتقل بين ثلاث وحدات تأمين صحي دون جدوى، مضيفة: “كل مرة أرجع خايبة، أوقات أعيط من القهر، مش عايزة حاجة من الدنيا غير العلاج اللي المفروض يبقى حقنا الطبيعي”
ويطالب الأهالي بفتح تحقيق عاجل في أسباب تكرار الأزمة، ومحاسبة المقصرين في توريد الأدوية للمستحقين، مؤكدين أن الإهمال داخل بعض الصيدليات زاد من تفاقم الأزمة، خاصة مع غياب المتابعة الدورية للمخزون.
وتبقى أزمة نقص الأدوية في دمياط واحدة من أبرز صور المعاناة اليومية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وتكشف عن خلل واضح في إدارة منظومة الدواء داخل التأمين الصحي، في وقت ينتظر فيه الآلاف تدخلا حاسما يعيد لهم حقهم في العلاج دون إذلال أو انتظار طويل.