أزمة منتصف العمر أم بحث عن الذات؟ سر انجذاب الرجال إلى الأصغر سنا

من منا لم يسمع القصة ذاتها تتكرر؟ رجل في منتصف العمر يقرر فجأة إنهاء زواج طويل ومستقر ليبدأ حياة جديدة مع امرأة أصغر سنا وأكثر حيوية.
يشتري سيارة رياضية يبدأ في ارتداء أزياء شبابية ويغمر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي بمحاولات لاستعادة الشباب الضائع
من الخارج يبدو الأمر كأنه مغامرة رومانسية لكن الواقع أعمق وأكثر تعقيد فبحسب خبيرة العلاقات البريطانية تريسي كوكس فإن السبب الحقيقي لا يتعلق غالبا بالمظهر أو الشغف بل بالخوف من التقدم في العمر ومن التلاشي ومن فقدان الإحساس بالقيمة الذاتية.
البحث عن التحقق
تشير الدراسات إلى أن كثير من الرجال الذين يدخلون في علاقات مع نساء أصغر لا يسعون وراء المتعة بقدر ما يسعون إلى إثبات الذات إنهم لا يركضون نحو امرأة جديدة بل يهربون من إحساسهم بأنهم أصبحوا “قدامى في عالم سريع التغير.
فالمرأة الأصغر سنا تمنحهم ما يفتقدونه: نظرة إعجاب، وإحساس بالتميز، ودفعة مؤقتة للثقة بالنفس. لكن هذا الشعور غالبًا ما يكون قصير الأجل فما إن يتبدد سحر البداية حتى يبدأ الرجل في إدراك الفجوة في العمر في التجارب وفي الرغبات الحقيقية من الحياة.
يروي مارتن (52 عامًا) قصته بعد أن ترك زوجته التي عاش معها 22 عامًا من أجل امرأة تصغره بـ21 عامًا.
ظننت أنني أهرب من الملل لكنني كنت في الحقيقة أهرب من نفسي
في البداية شعر بالحيوية من جديد فقد وجد شريكته الجديدة مرحة ومتحمسة وكان يعتقد أن فارق السن لا يهم لكن مع مرور الوقت بدأت الفوارق الحقيقية تظهر كانت تريد السهر والاحتفال كل عطلة نهاية أسبوع بينما كان هو يبحث عن الراحة والهدوء.
في إحدى المرات، اعتقد أحدهم أننا أب وابنته في تلك اللحظة أدركت أن ما كان يبدو مغري أصبح مهين
بدأ مارتن يشعر بالحنين إلى منزله القديم إلى الاستقرار والألفة والنكات الصغيرة التي لا يفهمها سواهما شعر بالفراغ رغم كل شيء جديد حوله.
ظننت أنني أجد نفسي من جديد لكنني كنت أضيع أكثر.
عاد إلى زوجته محاول إصلاح ما كسر لكنها رفضت المصالحة واليوم يخضع مارتن للعلاج النفسي ليواجه الحقيقة لم يتركها لأنها فقدت جاذبيتها بل لأنه فقد إحساسه بقيمته هو.
أزمة منتصف العمر ليست عن الشغف
توضح تريسي كوكس أن ما يعرف بأزمة منتصف العمر هو في جوهره صراع داخلي مع الذات وليس مع الشريك فحين يبدأ الرجل في الشعور بأن الزمن يسلبه مكانته أو حيويته قد يبحث عن انعكاس شبابه” في امرأة أصغر معتقد أن ذلك سيعيد له ما فقده.
لكن الواقع أن هذه العلاقات نادر ما تستمر لأن الشباب ليس شيئ يمكن استعارته من شخص آخر وحين تتلاشى الإثارة يعود الفراغ مضاعف بعد أن يخسر الرجل زوجته وتاريخه واستقراره العاطفي.
تختم كوكس بالقول:
حين يترك الرجل زوجته من أجل امرأة أصغر نادر ما يكون السبب مظهرها أو تصرفاتها الأمر لا يتعلق بنقصٍ فيك بل بعدم ثقته بنفسه
فالحقيقة المؤلمة كما تكشفها قصص كثيرة مثل قصة مارتن هي أن الخيال الذي يسعى إليه هؤلاء الرجال لا يصمد تحت ضوء النهار.