"سايس ماسبيرو".. كيف حاول رجل بسيط فرض سيطرته على الشارع مقابل المال؟

في واحدة من الوقائع التي تكشف كيف تتحول بعض السلوكيات الفردية إلى تجاوزات تضر بالمجتمع وتسيء للنظام العام، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، من ضبط شخص حاول فرض سيطرته على أحد الشوارع الحيوية في العاصمة، بعدما وضع حواجز حجرية بجوار الرصيف أمام مبنى ماسبيرو، بهدف منع المواطنين من ركن سياراتهم إلا بعد دفع مبالغ مالية، في تصرف أثار استياء المارة ورواد المنطقة.
تفاصيل ضبط سايس أمام مبنى ماسبيرو
تعود تفاصيل الواقعة إلى تداول منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه أحد المواطنين يشكو من قيام شخص مجهول بوضع صف من الأحجار الكبيرة بجوار الرصيف المحيط بمبنى ماسبيرو، وتحويله إلى موقف خاص يفرض فيه رسوم على قائدي السيارات الراغبين في التوقف بالمنطقة، وانتشر المنشور بشكل واسع على المنصات الرقمية، مصحوب بصور تظهر الحواجز الحجرية التي أغلق بها المتهم مساحة كبيرة من الرصيف العام.
وعلى الفور، كلفت الأجهزة الأمنية المعنية بمديرية أمن القاهرة فرق البحث والتحري بفحص محتوى المنشور، وتحديد هوية مرتكب الواقعة، وبعد ساعات من الرصد الميداني ومراجعة كاميرات المراقبة في محيط المبنى، تمكنت القوات من تحديد وضبط المتهم، وتبين أنه يعمل "سايس" دون ترخيص، ويقيم في إحدى مناطق القاهرة.
وخلال التحقيقات الأولية، اعترف المتهم بتفاصيل الواقعة، موضحا أنه قام بوضع الحواجز الحجرية بجوار الرصيف ليمنع الآخرين من الاصطفاف دون إذنه، وكان يطلب من السائقين مبالغ مالية نظير السماح لهم بالركن، مدعيًا أنه مسؤول عن تنظيم الموقف في تلك المنطقة. وأقر بأنه لجأ لهذه الطريقة كمصدر رزق سريع دون الحصول على أي تصريح أو موافقة من الجهات المختصة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من إزالة الحاجز الحجري بالكامل وإعادة فتح الطريق أمام حركة المرور بشكل طبيعي، وسط إشادة من الأهالي بسرعة استجابة الشرطة، كما تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، تمهيدا لإحالته إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق في الواقعة.
وتحذر وزارة الداخلية المواطنين من التعامل مع أي أفراد غير مرخصين في مواقف السيارات، مؤكدة استمرار حملاتها لضبط المخالفين ممن يستغلون الشوارع العامة لجمع الأموال بطرق غير قانونية، تحت مسمى "سايس"، حفاظًا على النظام العام وهيبة الدولة.