طلال أبو ركبة: اتفاقية شرم الشيخ أعادت الأمل إلى غزة

قال الدكتور طلال أبو ركبة، أستاذ العلوم السياسية، إن ما تحقق على الأرض منذ توقيع اتفاقية شرم الشيخ يُعد خطوة محورية نحو إنهاء معاناة الفلسطينيين المستمرة منذ عامين، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاقية نجحت في تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وبدء تدفق المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة.
وأوضح أبو ركبة، خلال مداخلة عبر برنامج «اليوم» مع الإعلامية دينا عصمت المذاع على شاشة قناة دي إم سي، أن أهم ما تحقق حتى الآن هو «وقف الموت»، مؤكدًا أن توقف العدوان الإسرائيلي أتاح لسكان القطاع استعادة بعض مظاهر الحياة، ومحاولة إعادة تنظيم أوضاعهم بعد فترة قاسية من الحصار والدمار.
المساعدات الغذائية والصحية بدأت في الوصول
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن المساعدات الغذائية والصحية بدأت في الوصول تدريجيًا، مما ساهم في تخفيف حدة المعاناة الإنسانية التي تفاقمت خلال فترة الحصار، حيث كان المواطن الفلسطيني يواجه خطر الموت من القصف من جهة، والجوع ونقص الموارد من جهة أخرى.
وأشار طلال أبو ركبة إلى أن الجهود المصرية لعبت دورًا حاسمًا في الحفاظ على الوجود الفلسطيني داخل الأرض الفلسطينية، إذ تبنت القاهرة منذ البداية رؤية استراتيجية واضحة تقوم على رفض مخطط التهجير القسري، ودعم صمود الفلسطينيين في أرضهم.
عودة النازحين بدأت بالفعل
وأكد طلال أبو ركبة أن عودة النازحين بدأت بالفعل من جنوب القطاع نحو مدينة غزة، لا سيما المناطق الغربية، ما يعكس نجاح الجهود السياسية في تمكين الفلسطينيين من البقاء فوق أرضهم، لافتًا إلى أن إسرائيل ما زالت تسيطر على ما يقارب 58% من مساحة القطاع، لكن هناك مؤشرات إيجابية بشأن استمرار عمليات الانسحاب.
وحول المرحلة الثانية من الاتفاقية، أوضح طلال أبو ركبة أنها ستبدأ خلال الأيام المقبلة، وتشمل توسيع رقعة الانسحاب الإسرائيلي من داخل غزة، بما يسمح بعودة مزيد من النازحين إلى منازلهم المدمرة، خاصة في شمال القطاع وخان يونس.
آلية نزع سلاح حركة حماس
وبيّن «أبو ركبة» أن التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة يتمثل في آلية نزع سلاح حركة حماس أو وضعه تحت إشراف فلسطيني بمراقبة مصرية أو دولية، مشيرًا إلى أن هذه النقطة ما زالت غامضة من حيث الجدول الزمني والإجراءات التنفيذية.
ولفت طلال أبو ركبة إلى أن المرحلة الأولى كانت واضحة ومحددة بـ 72 ساعة لتطبيق وقف إطلاق النار وتسليم الرهائن الإسرائيليين، في حين أن المراحل التالية تفتقر حتى الآن إلى جداول زمنية واضحة أو آليات تنفيذ محددة، مما يتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لتوضيح المعالم المقبلة.
واختتم الدكتور طلال أبو ركبة حديثه مؤكدًا أن اتفاقية شرم الشيخ تمثل بداية طريق السلام والاستقرار، لكنها تحتاج إلى إرادة دولية ومتابعة دقيقة لضمان تنفيذ بنودها وتحقيق أهدافها في إعادة الإعمار وعودة الحياة إلى غزة.